السفراء و الدبلوماسية في الدولة العثمانية خلال القرنين الثامن عشر و التاسع عشر

الملخص AR

حمل القرن الثامن عشر رياح التغير و التفوق الأوروبي على الدولة العثمانية، التي باتت تعرف قضيتها في الأوساط السياسية الغربية بالمسألة الشرقية أو مسألة الرجل المريض، فكان لزاما حينها على سلاطين الدولة و رجالها، العمل من أجل اللحاق بالركب الحضاري و الحفاظ على أملاك الدولة المترامية الأطراف، بل و الحفاظ على نفسها كدولة مستقلة و ذات سيادة، بعدما أصبحت تعتمد على الوساطات الأوروبية من أجل حل مشاكلها.

لقد و عت النخبة السياسية في الدولة العثمانية بعد الاصطدام بالرأسماليات التوسعية و التنافسية، أهمية الإصلاح كوسيلة للبقاء، وقد جاء هذا الوعي في القرن الثامن عشر إذ باشر رجال الدولة العمل على هذه الإصلاحات التي شملت كل المجالات السياسية، الإدارية و العسكرية، على المستوى الداخلي، و الإصلاحات الدبلوماسية على المستوى الخارجي.

من هذا المنطلق، جاءت هذه الورقة لمحاولة فهم التطور الذي عرفته الدبلوماسية العثمانية عبر قرنين من الزمن، وهي الفترة التي شكلت بداية الانهيار البطيء للدولة، محاولين بذلك الإجابة على التساؤلات الإشكالية التالية: كيف نشأت الدبلوماسية العثمانية؟ وماهي مراحل تطورها؟ وكيف كانت نتائج اعتمادها؟