أثر القيود البنيوية على أداء المؤسسة العسكرية في مكافحة الإرهاب في الساحل الأفريقي

الملخص AR

مثل إقليم الساحل الأفريقي حالة مثالية لرصد التحولات التي شهدتها جهود مكافحة الإرهاب حول العالم منذ مطلع الألفية الثالثة و التي كان من بين مظاهرها الرئيسية تكثيف الاعتماد على المؤسسة العسكرية كفاعل رئيسي في تنفيذ خطط و سياسات المكافحة.

و على الرغم من هذا الدور المركزي الذي لعبته المؤسسة العسكرية لدول الإقليم منذ بداية موجة الإرهاب في عام ٢٠١٢، أحرزت دول الساحل الأفريقي نجاحا محدودا في الحد من تنامي الظاهرة الإرهابية، و تعددت مظاهر القصور في أداء قواتها على الأرض.

على هذا الأساس، تسعى الدراسة لتفسير ما اعترى أداء المؤسسة العسكرية في دول الساحل من قصور من خلال التركيز على القيود ذات الطبيعة البنيوية و التي تتضمن خمسة متغيرات أساسية هي طبيعة عملية التجنيد و الترقي و علاقتها بالمكونات الاجتماعية المختلفة، و واقع بنية القيادة داخل المؤسسة، و مستوى التماسك التنظيمي و درجة تعدد الهياكل الموازية و التابعة، و حجم الإنفاق العسكري و ما يرتبط به من قدرات تسليحية، فضلاً عن الدعم العسكري الخارجي.

و من خلال الجمع بين ما تفرضه هذه العوامل البنيوية من قيود، يمكن الوقوف على أبرز مواطن الضعف في الأداء العسكري لدول الساحل في مواجهة الإرهاب، مما يمكن أن يساعد في تحديد أولويات سياسات مكافحة الإرهاب في الإقليم في ظل ما يشهده من تغيرات جذرية أعقبت المراجعات المتتالية التي أجرتها القوى الدولية الرئيسية لسياسات انتشارها العسكري في الساحل الأفريقي.