الزواج في الشريعة الإسلامية و حكم المؤانسة

الملخص AR

الزواج هو المؤسسة الأولى التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يخلق تصوراته عن ذلك العالم الذي لم يخضه إلا برغبة منه، و هو عقد يتمتع به كلا من الزوجين بالآخر، و هو عقد مشروع بالكتاب و السنة و إجماع الامة، فهو يقوي النفوس و القلوب و يحسن من النفس الإنسانية التي ترى مجتمعا مترابطا متماسكا عبر مواثيق غليظة شرعها الله، بعض الناس لا يستطيعوا ملاحظة المحاولات التي يبذلها الزوج أو الزوجة في استمرار الزواج، و الزواج تختلف أحواله تارة واجبا وتارة مباح وتارة أخرى مكروه أو محرم باختلاف حال الشخص، و لا يقوم الزواج دون أن يكون هناك تناغم في الأفكار و الأحلام و الأولويات و التطلعات، و الزواج ليس إلا تربة صالحة تنمو فيها ثمار الزواج الطيب وهم الأولاد الصالحون، وله فوائد كثيرة منها، ترويح للنفس، و تكوين الصفات الإنسانية، الإيثار، و حب الغير، و حفظ النوع، و التحصن من الوقوع في الرذيلة، و المودة و الرحمة، و إيجاد النفس السوية المستقيمة.

وقد ظهر مؤخرا نوعا من الزواج يسمى المؤانسة بين كبار السن، يمثل في الكثير من الأحيان ضرورة حياتية، نفسية و صحية، إلا أن المجتمعات العربية مازالت لا تتقبله حتى الآن، و تنظر إليه باعتباره عيبا، فيسارعون إلى المحاكم لإيقافه، الزوجان في زواج المؤانسة، يجمعهما دافع و احد، هو الرغبة في الاطمئنان أن هناك شريكا يعيش معه تحت سقف بيت و احد، يفهمه، و يتنفس بجواره، و يتدخل لإنقاذه إذا تعرض لأزمة صحية، حيث أن الخوف من الوفاة أثناء النوم دون أن يشعر به أحد، يمثل هاجسا يسيطر على كل من يعيش وحيدا و تزداد هذه المشاعر كلما تقدم العمر به.