المدرسة المصرية في الفقه المالكي في طور التأسيس : المؤسسون و الخصائص

الملخص AR

المدرسة المصرية في الفقه المالكي هي الثانية من مدارس الفقه المالكي الأربعة من الناحية التاريخية بعد المدرسة المدنية بل كانت حلقة الوصل بين المدرسة الأولى بالمدينة وباقي مدارس المذهب وقد تميزت هذه المدرسة في طور التأسيس باتجاهين فقهيين في الاجتهاد الأول: هو العمل بالسنة التي وافقها عمل السلف أي سلف أهل المدينة و كان هذا هو الغالب على هذه المدرسة و الثاني: الاعتماد على الحديث بعد القرآن مرجعا للأحكام دون نظر إلى كون العمل موافقا له أو غير موافق ما دام الحديث ثابتا عن رسول الله -صلى الله عليه و سلم-.

و كان لهذه المدرسة أثر كبير في بقية مدارس الفقه المالكي وقد مر طور تأسيسها بثلاث مراحل كان لكل مرحلة مؤسسيها و خصائصها.

تميزت المرحلة الأولى باعتبار علمائها أول من أدخل علم الإمام مالك إلى مصر و تتلمذ على أيديهم مؤسسي هذه المدرسة قبل الرحلة إلى الإمام مالك.

و تميزت المرحلة الثانية باعتبار علمائها هم المؤسسون الحقيقيون لهذه المدرسة لطول صحبتهم و ملازمتهم للإمام مالك كما تميزت بوفرة التأليف في الفقه و ظهر في هذه المرحلة تأثير هذه المدرسة على المدرسة المدنية و المغربية و الأندلسية فضلا عن المدرسة المدنية.

و تميزت المرحلة الثالثة بالتزام علمائها المؤسسين بمذهب الإمام مالك و عدم خلطه بغيره و تميزت كذلك بكثرة تولي علمائها للقضاء مما ساعد على انتشار المذهب كما ظهر في هذه المرحلة تأثير هذه المدرسة على المدرسة العراقية.