التصوف الإسلامي : بين روح الإصلاح و التجديد و بناء مستقبل الإنسان المعاصر

الملخص AR

بداية يمكن القول أن الإنسان المعاصر تحول إلى آلة في يد أصحاب المصالح الاقتصادية الكبرى، ونمت عنده النزعة المادية و الميول الفردية و التي لا تراعى القيم الإسلامية ذات البعد الإنساني في الجوهر و المبدأ هذا من ناحية، و من ناحية أخرى أتهم الكثير مجال التصوف بـأنه يهتم بالجانب الأخلاقي و الروحي و تربية النفس، دون أن يكون له أي دور وأي صله بواقع الحياة،
أو بعبارة أخرى أن التصوف مثالي لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، و إنه غير صالح لتنظيم و إدارة الحياة المعروفة بتلونها و تشابكها، وغير فاعل في المجتمع وغير مشارك في هموم و مشاكل الناس.

و من هذا المنطلق سوف نحاول في هذا البحث الإجابة على عدة تساؤلات طرحتها هذه الإضافة إلى ذلك كشف العلاقة بين التصوف و المراحل التي مر بها و بين أزمة الإنسان المعاصر، و لعل أبرز هذه التساؤلات الملحة في ذلك، ما هو مفهوم التصوف في علاقته بأزمة الإنسان المعاصر؟ ما الذي يمكن أن ينتظره الإنسان المعاصر من التصوف في تعامله مع أزمته؟ بالإضافة إلى ذلك الكشف عن مدى أهمية وموقع التصوف و الفكر الصوفي في عصرنا اليوم، و عن مدى حضور الخطاب الصوفي في هذا العصر وهل يتماشى معه؟ أو العكس، و ما الذي يمكن أن يقدمه أو يضيفه التصوف و الفكر الصوفي.