علم الجمال النسوي بين ليندا نوكلين و كريستين باترسبي : دراسة نقدية

الملخص AR

يمكن فهم النسوية على أنها حركة اجتماعية و سياسية، قد سعت إلى فحص مكانة المرأة في المجتمع و تعزيز مصالحها؛ إذ ركزت على إصلاح الوضع الاجتماعي للمرأة، مثل حقها
في التعليم، و العمل، و الترشح، بل أتسع نطاق البحث ليشمل مجالات الفن، و الأدب، و يعود البحث النسوي في مجال الاستطيقا إلى القرن العشرين، و من ذلك جاء مصطلح علم الجمال النسوي على نطاق واسع للإشارة إلى مجموعة متنوعة من النظريات، و المقاربات، و الانتقادات التي استهدفت مقاومة الامتياز و السيطرة الذكورية في مجال الفن و الخبرة الجمالية، بل القيام بتصور جديد للبحث الجمالي، و نركز في هذا البحث على نموذجين اهتموا بمناقشة علم الجمال النسوي، و هما: ليندا نوكلين، و كريستين باترسبي.

أولا: ليندا نوكلين (1931- 2017م) هي المؤرخة الفنية الأمريكية، ذات الطابع النقدي، التي كانت أول من افترض أن النساء لم يحققن العظمة أو الشهرة في الفن إلى حد كبير؛ بسبب المعتقدات الاجتماعية المتعلقة بهن، وذلك في مقالتها «لماذا لم تكن هناك فنانات عظيمات
أو مبدعات؟ »، كما قامت بالبحث عن أمثلة للفنانات النساء اللاتي لم يحظين بالتقدير المناسب عبر التاريخ؛ من أجل إعادة اكتشافهن و إلقاء الضوء عليهن، فضلا عن أنها أشارت إلى نماذج من الأعمال الفنية المعبرة عن استعباد و اضطهاد النساء مثل: (الأعمال الفنية لجيروم، و ديلاكروا)، ثانيا: كريستين باترسبي (ولدت عام 1946م) وهي فيلسوفة إنجليزية، قد امتازت بمنظورها النقدي في مناقشة العبقرية الفنية، و مكانة المرأة في مجال الفن، فضلا عن أنها رسخت ميتافيزيقا نسوية عن الذات و الهوية.