ثنائية الضحك و البكاء في شعر ابن نباتة السعدي ( ت 405 هـ)‎

الملخص AR

لحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله و صحبه أجمعين.

أما بعد: كان العصر العباسي من العصور المميزة الذي رفد تراث الأمة، فكان عصر يزهو بالآداب، و كان الشاعر ابن نباتة أحد شعراء العصر العباسي الثاني، و هو أحد تلاميذ المتنبي، إذ إن شعره يزهو بالثنائيات الضدية، و ذا قدرة لغوية، و ابداع فني، فتضفي جمالا في بنية النص الشعري، و تظهر الدلالات بعمق المعاني، و الألفاظ، و ترصد نواحي الحياة اليومية، والواقع الذي يعيشونه في ذلك الزمن، و الذي يميز هذه المدة عن غيرها أنها تتصف بعدم الاستقرار، و اضطراب الأوضاع السياسية، و الاقتصادية لكن هذا لم يؤثر على هذا العطاء الشعري، و كان لابن نباتة السعدي مكانة بين الشعراء، وفي المجتمع، فعكس الواقع برؤية فلسفية تنم عن تجربة عميقة لذلك له دور هام، و بارز في خلق صور تمتاز بإبداع، و تفنن.

إن السمات التي نلاحظها في الثنائيات الضدية في شعر الشاعر يتضح وجودها في شعره، فكان لها حضورا و اضحا، فتبرز ثنائية الضحك و البكاء، فهي من الثنائيات التي وظفها الشاعر بين الناس، و غيرهم، فقد أعطى هذه الصفات الإنسانية لغير البشر مثل الليل و الصبح، و كذلك السيف و الرمح، و هذه شكلت سمة فنية تمثل ملمحا جماليا في شعره تنطلق من الذات، و ما يجور في ذهنه، فالثنائيات تظهر علاقة كونية متلازمة في الأشياء.

و الضحك و البكاء إحدى الثنائيات التي تمثل رافدا أساسيا في شعر ابن نباتة السعدي.