الصحابي ثعلبة بن حاطب (عليه الصلاة و السلام)‎ بين الحقيقة و التضليل : دراسة تحليلية

الملخص AR

إن هناك كثيرا من الجدل بشأن القصة الحقيقة لأحد الصحابة البارزين للرسول صلى الله عليه و سلم، و هو الصحابي الانصاري ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه، لقد اتهم بعدم اطاعة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، و الرواية المهيمنة و الرئيسة تقول إنه طلب من النبي صلى الله عليه و سلم أن يدعو الله سبحانه ليجعله غنيا، إلا أن النبي صلى الله عليه و سلم حذره من أن الغنى سيكون عبئا كبيرا عليه يصعب حمله، و في النهاية و كما تقول الرواية أصبح ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه، غنيا و وفق نبوءة الرسول صلى الله عليه و سلم وجد ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه إن من الصعوبة عليه تحمل دفع ضريبة الزكاة، فرفض النبي صلى الله عليه و سلم التساهل معه رضي الله عنه، و رفض استلام الزكاة منه، و تمضي الرواية للقول إن من خلف الرسول صلى الله عليه و سلم أبو بكر و عمر و عثمان (رضي الله عنهم)، فعلوا كما فعل النبي، و بالنتيجة عد ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه منافقا.

إن هذا البحث يهدف الى تحليل هذه الرواية و البرهنة على تهافتها، وفقا لمناهج البحث التاريخي، وتظهر نتائج البحث أن هناك أسبابا وراء هذا التشويه الذي تعرضت له سيرة ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه، وأنه بريء من هذا الاتهام، وأنه لا صلة بينه وبين الآيات الشهيرة من سورة التوبة 75-77، التي تقدم وصفا و علامات عن المنافقين.

فالصحابة الكرام أختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه و سلم، فأكرمهم بالقرب من نبيه صلى الله عليه و سلم، و وصل حبالهم و أرحامهم برحمه صلى الله عليه و سلم، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ((إن الله تعالى اختارني و اختار لي أصحابا، و جعل منهم أصهارا و أنصارا و وزراء، فمن سبهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفا ولا عدلا)).