أثر الأفعال المشتركة في اختلاف الفقهاء : دراسة مقارنة

الملخص AR

الاشتراك يتحقق وجوده في الأفعال كما يتحقق وجوده في الأسماء، و الحروف، و القراءات، و إن كان وجوده في الأفعال أقل من وجوده في غيره.

و من الأفعال المشتركة لفظ "ترغبون" الوارد في قوله تعالى : {و ترغبون أن تنكحوهن}([1])، حيث ترتب على هذا الاشتراك في الفعل اختلاف الفقهاء في حكم إنكاح الولي نفسه من اليتيمة المشمولة بولايته.

و الراجح هو القول القائل بصحة إنكاح الولي نفسه من اليتيمة موليته إذا أقسط في صداقها، فيتولى طرفي العقد و تقوم عبارته مقام العبارتين، فيكون أصيلا عن نفسه من جانب و وليا من جانب آخر : كأن يزوج نفسه من ابنة عمه المشمولة بولايته.

كما تحق الاشتراك اللفظي في الفعل "يعفو" الوارد في قوله تعالى: {إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح}([2])، و ترتب على هذا الاشتراك في الفعل اختلافهم فيمن يملك العفو عن صداق المطلقة قبل الدخول هل هو الولي أم الزوجة؟.

و الراجح من أقوال الفقهاء ما ذهب إليه الجمهور من أن الذي بيده عقدة النكاح هو الزوج و ليس ولي الزوجة؛ لوجود القرينة الدالة على إرادة أحد معاني المشترك على نحو يحول دون استعمال المشترك في معنييه.