عمران المدينة الجزائرية بين الأصالة الإسلامية والتحولات الغربية

الملخص AR

أثبت المجتمع الجزائري عبر مختلف الفترات التاريخية بأنه مجتمع أصيل محافظ على هويته الوطنية وانتمائه الإسلامي، وهو ما لم تستطع السياسة الاستعمارية الفرنسية القضاء عليه رغم محاولاتها المتكررة لطمس الهوية العربية الإسلامية خاصة في المجال العمراني، وإن كانت مختلف المباني والآثار الاستعمارية المتواجدة في مختلف المدن الجزائرية تحمل طابعا استعماريا، فهي في حقيقتها تتنافي مع البيئة الثقافية الطبيعية للجزائر، وبالتالي لا يمكن أن تصنف سوى ضمن الآثار الاستعمارية ولا علاقة لها بالمجتمع الجزائري الأصيل.

وباعتبار العمران الجزائري جزءا مهما من ثقافة الأمة ونابعا من أصالتها الإسلامية الراسخة، التي لا يمكن أن تزيلها مختلف السياسات الاستعمارية الممتدة عبر سنوات الاحتلال والهادفة للقضاء على كل ما هو جزائري أصيل، فان المجتمع الجزائري حافظ على هويته الوطنية وخصوصيته الممتدة إلى الحضارة الإسلامية العريقة.

لذلك سنحاول في هذه المداخلة العلمية البحث عن الهوية الوطنية ذات الامتداد الإسلامي من خلال العمارة الأصيلة للمدينة الجزائرية، لمعرفة خصوصيتها وكل ما طرأ عليها من تغييرات أوروبية دخيلة عليها، بالعودة إلى البنية الاجتماعية والثقافية والعمرانية للمدينة الجزائرية، وعليه نطرح الإشكالية التالية: ما هي ملامح التغيير العمراني الذي مس المدينة الجزائرية في إطار السياسة الاستيطانية الفرنسية الرامية إلى طمس الهوية الإسلامية للبلاد؟.