ما صححه ابن مالك من آراء الكوفيين في كتابه "شرح الكافية الشافية": دراسة نحوية تحليلية

الملخص AR

علم النحو كغيره من العلوم التي تعددت فيه المذاهب، وقد بدأ الخلاف النحوي بين نحاة الكوفة و البصرة، وقد نظر المتأخرون ـــ و منهم ابن مالك ـــ إلى هذا الخلاف نظرة المحققين المدققين، فاختاروا من هذين المذهبين ما يؤيده الدليل و يدعمه الشاهد، و ابن مالك من هؤلاء النحويين الذين لم يركنوا إلى مذهب معين، بل نراه يختار مذهب البصريين تارة و مذهب الكوفيين تارة أخرى؛ لذا أردت أن أجمع تلك الآراء التي صحح فيها مذهب الكوفيين و أدرسها دراسة و افية، مبينا آراء غيره من النحويين فيها، مع بيان ما أميل إليه في كل مسألة.

وجاءت الدراسة في مطلبين: الأول منهما تناولت فيه التعريف بابن مالك في نبذة مختصرة.

أما المطلب الآخر فقد اشتمل على الآراء التي صحح فيها ابن مالك مذهب الكوفيين، و تضمن البحث أربع مسائل: تناولت في الأولى مجيء "من" لابتداء الغاية في الزمان، و كانت الثانية للإضافة في نحو "هذا حسن و جهه"، و الثالثة لتوكيد النكرة توكيدا معنويا، وجاءت الرابعة لحذف حرف النداء مع اسم الجنس.

و ظهر من خلال البحث أن تصحيح ابن مالك لبعض آراء الكوفيين في كتابه "شرح الكافية الشافية" يدل على أنه لم يكن رهينة منهج واحد في اختياراته، و إنما كان يختار ما يرجحه الدليل و يدعمه الشاهد، كما أن هذه الآراء التي صححها ابن مالك وافقهم فيها غيره من النحويين.

كما لم تكن كل الآراء التي صححها ابن مالك من آراء الخلاف بين مدرستي الكوفة و البصرة، فهناك من علماء البصرة من وافق رأي الكوفيين فيما قالوا، و من ذلك الأخفش و المبرد في مجيء (من) للدلالة على ابتداء الغاية في الزمان، و كذلك وافق الأخفش رأيهم في توكيد النكرة ــــــ إن أفادت ـــــ توكيدا معنويا.