الخطاب الشعري في شعر نازك الملائكة قصيدة الكوليرا أنموذجا: دراسة سيمانية في ضوء نظرية غريماس

الملخص AR

يأتي هذا البحث ليدرس شعر نازك الملائكة من زاوية خاصة، وهى زاوية سيميائية غريماس السردية في قصيدة الكوليرا من خلال المربع السيميائي الذي يعد التمثيل البصري للعلاقة بين الوحدات الدلالية الكامنة في ثنايا و أغوار النص الشعري، و المتأمل في قصيدة (الكوليرا) يجد أن الصورة المحورية التى يمكن تمثيلها بمربع غريماس السيميائي هى (الموت و الحياة) إذ استحضر الموت نقيضه اللاموت، كما تستحضر الحياة نقيضها اللاحياة.

و يتمركز مشروع غريماس ما بين السرديات و السيميائيات، حيث يتم التركيز هنا على الدلاله و عملية الاتصال، إذ تهتم اليسيميائيات بالدلاله و السرديات بعملية الاتصال، فالدلاله عادة ما تكون اتصالا بين متخاطبين.

.

.

و إذ كان القصد دلالة و اتصالا فإنه يعد جزءا من السيميائيات و بالتحديد هو جزء من السيميائيات يسمى بالسيميائيات السردية.

و اتضح لنا من خلال الإجراءات السيميائية التى وضعها (غريماس) من خلال المستويين السطحى و العميق الارتياط الوثيق في تشكيل الصورة المحورية التى تعبر عنها الذات، فقد كانت غارقه في عمق الحزن و الكآبة و الألم و التشاؤم و العاطفة المرهقة، التى ينتج عنها اليأس و القلق و التوتر، وقد احتوت هذه الأهواء تحولات في الرؤية و المضمون قوالب و أساليب فنية، تماهت معها و جسدتها.

وقد حاول الباحث تطبيق هذه النظرية الغريماسية على الخطاب الشعري لنازك الملائكة (قصيدة الكوليرا أنموذجا) من خلال البنيتين السطحية و العميقة أولا سيميائية العنوان، ثانيا المستوى السطحي من خلال (المكون السردي - المكون الخطابي) ثالثا المستوى العميق ( الوحدات الدلالية الصغرى- المربع السيميائي ) و ختاما فقد طبق إجراءات النظرية على القصيدة و حمل العنوان الكثير من الدلالات السيميائية التي تعبر عن الحالة النفسية التي تدل على الحزن و الألم و القهر، فالتشاؤم و الضجر سمة غالبة على القصيدة، و تسمية القصيدة بمرض معين يوحي بالمعاناة.