قراءة في الخطب الفاطمية و الزينبية عليهما السلام : دراسة في ضوء أنساق التداول التعبيري

الملخص AR

كانت و ما تزال نصوص أهل البيت عليهم السلام محط عناية و اهتمام الدارسين و اهتمامهم من مختلف الأديان و المذاهب إذ لعظمة أهل هذا البيت عليهم السلام لم تشغل نصوصهم أبناء شيعتهم أو أبناء الأمة الإسلامية فحسب بل انتشرت نصوصهم في مختلف بقاع الأرض لما تحمله من سمات خطابية و إعلامية و أخلاقية و اجتماعية و تربوية عالية يتأثر بها القاصي و الداني و يتنبه إلى معانيها الصغير و الكبير فيصعق من جمالية وعذوبة الألفاظ و عمق المعاني و أبعادها المعرفية فيتعلق بأصحاب هذه النصوص و ينكب على الكتب و المؤلفات بحثا عن تاريخهم و أصلهم و منبع هذا العلم فيتعلق بهم كل من عرفهم حق معرفتهم.

و من هنا كثرت الدراسات فيهم عليهم السلام و عن النصوص التي وردت عنهم سواء أكانت هذه الفصول أدعية أو زيارات أو خطبا أو أحاديث أو وصايا....

الخ.

و لا يختلف اثنان بأن نساء أهل هذا البيت عليهم السلام لا يختلفن عن رجالاته فهم من بيت علم واحد قد زقوا العلم و المعرفة زقا منذ نعومة أظفارهم بل منذ كانوا أنوارا محدقين بعرش الله تعالى.

و مع أن الكلام يطول عن نساء أهل البيت عليهم السلام إذ كان لكل امرأة منهن رسالتها التي أدتها في زمانها فإننا لا نستطيع هنا التوقف عند جميعهن (عليهن السلام) إلا أننا سنتوقف عند سيدة نساء العالمين فاطمة عليهم السلام و ابنتها زينب الكبرى عليهم السلام و هما أهم امرأتين من نساء أهل البيت عليهم السلام و قد كانتا مثالا لبناتهن و حفدتهن من بعدهن على جميع الأصعدة الدينية والكلامية و التربوية والأخلاقية..

و بما أن هذا البحث مختص بمجال الدراسات اللسانية فسيكون مدار البحث و الدراسة عن النصوص اللغوية التي وصلتنا من هاتين السيدتين الجليلتين، و بما أن النصوص التي وصلت عنهما كثيرة فإننا سنؤكد على أهم هذه النصوص و التي كانت لها الأثر الكبير في نفوس المسلمين في عصرهما عليهم السلام و في العصور اللاحقة إلى يومنا هذا بل كانت هذه النصوص و ما زالت محط اهتمام الدارسين لما تحمله من أساليب لغوية عظيمة و لما فيها من تقنيات خطابية و نصية اختيرت بقصد و عناية لتحقق أهدافا معينة و لتنبه المتلقين على حقائق ثابتة و أصول و قواعد عقدية تعد عماد الشريعة الإسلامية و إن من استمسك بها فاز و من تخلف عنها ضل و خسر.