واقعية بازوليني بين الفنون التشكيلية والصورة السينمائية

الملخص AR

إن العلاقة بين السينما والفنون التشكيلية هي علاقة طويلة ومعقدة، وتمتد إلى السنوات الأولى للسينما.

إنها عملية تبادلية، تحددها أعمال التبادل المختلفة لإضفاء الشرعية والإلهام.

وهي تنطوي على الجهود الإبداعية للممارسين من كلا المجالين والإيماءات التجريبية التي تحرض أحدهما ضد الآخر، والتفكير في أحدهما من خلال الآخر، وغالبا ما تتماهى الفروق بينهما.

كما أن الروابط بين حركات الفنون التشكيلية وحركات الأفلام، والنظريات الفنية ونظريات الأفلام هي ما تلفت النظر إلى عمق الاتصال بينهما، وكذلك جهود الفنانين الذين ساهموا بطرق مختلفة في كلا المجالين، حيث قدموا الكثير لتعزيز نقاط الاتصال المتعددة.

إن تقييم السينما فيما يتعلق بالفنون المرئية هو بالضرورة مسعى متعدد التخصصات-أو بمعنى أخر-مسعى "وسيط"، حيث تتداخل العديد من العلاقات بين الفنون التشكيلية والفن السينمائي، ولعل من أبرز العلاقات التي تعكس تأثر الفن السينمائي بالفن التشكيلي هو تبنى بعض المخرجين السينمائيين المدارس فن تشكيلي بعينها فيما يصنف الفيلم بمسمى المدرسة الفنية التي ينتمى إليها فظهرت العديد من الأفلام التي تحمل أسلوب أو مذهب فنى معين ينتمى إلى الفنون التشكيلية هو ما سوف يتم تناوله في هذا البحث حيث يتناول علاقة المدارس السينمائية بالمذاهب المختلفة التي ظهرت في الفلسفة والأدب وكان لها امتداد أو تأثير على أفكار العديد من الفنانين التشكيلين كالمذهب الواقعي الذي قابله ظهور المدرسة الواقعية في السينما، حيث تبنى العديد من المخرجين السينمائيين هذه الأفكار في أفلامهم، ومن أبرز هؤلاء هو المخرج الإيطالي بيير باولو بازوليني.

رغم اختلاف المذهب التشكيلي للوحات التي استلهم منها حيث ينتمي معظمها للقرن الرابع عشر وهو ما يعرف بالمدرسة الكلاسيكية إلا انه اعتمد على واقعية الصياغة في الاستلهام حيث استلهم صياغاته من واقعية التشخيص.