النص الروحاني ودور المصمم الداخلي في أثراء عملية التصميم لميادين المساجد: تطوير ميدان المساجد بالإسكندرية

الملخص AR

ظلت مدينة الإسكندرية تضم بين جنباتها أقدم الحضارات منذ إن أنشائها الإسكندر الأكبر ۳۳۱ ق.

م فدائما لها دورها الحضاري المؤثر ليس في تاريخ مصر العام فحسب وإنما في تاريخ حوض البحر المتوسط عامة خلال العديد من الحقب الزمنية البطلمية فالرومانية، والبيزنطية ومن ثم الإسلامية، وأخيرا العصر الحديث.

وساعدها على ذلك موقعها المتميز في القيام بهذا الدور، والتي اختيرت من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام ۲۰۰۸، وظهر في العديد من ميادين الإسكندرية خاصة ميدان المساجد بحي الجمرك وما يحمله من روحانيات حيث يضم العديد من الأضرحة الأولياء الله الصالحين الذين وفدوا على مدينة الإسكندرية خاصة في عصر الدولة الأيوبية والمملوكية.

يعتبر ميدان المساجد من أشهر الأماكن الدينية التي تمتلئ بالروحانيات والذي يقع في منطقة بحرى التابعة لحى الجمرك وسط الإسكندرية، ويمتاز بشهرة واسعة بين المريدين من داخل مصر وخارجها، حيث يضم الميدان أشهر الأماكن الدينية التي تمتلئ بالروحانيات، ولكن أصبحت مأوى للإهمال والتهدم، وعلى الرغم من وجود مجموعة من الإسهامات في إزالة التعديات حول هذا الميدان إلا انه لم يشهد تطوير ملحوظ من حيث التخطيط أو رفع كفاءة مسارات الحركة وعناصر التصميم الحدائقية وأماكن التجمعات ووجود الأنشطة الثقافية التي تناسب طبيعة هذا الحيز الأثري الهام.

لذلك تظهر الدراسة كمحاولة للمساهمة في تقديم مقترح في عملية التطوير والتي تهدف إلى تعظيم المكانة التاريخية والسياحية لها الحيز الفراغي الديني وجعلها مقصدا سياحيا دوليا.

ووضعها مرة أخرى على خريطة برامج السياحة الدينية في مدينة الإسكندرية، ففي الفرن الحادي والعشرين ظهرت العديد من الاتجاهات والتي عزلت المسجد "حسيا" عما حوله بسبب التطور التكنولوجي فجاءت الدراسة لتركز على إعلاء من شأن الروحانيات والبعد عن الانعزالية التي تعانى منها العمارة الداخلية للمساجد في انفصالها عن ساحاتها المحيطة بها، لذلك يظهر أهمية تصميم الساحات فكونها تمهيدا للشعور بالروحانيات التي سوف ينتقل إليها المصلى خلال اجتيازه لهذه الحيزات ومعالجاتها التصميمية بعيدا عن ما يلجأ إليه المصممون المعاصرون من طرق تقليدية لتصميم تلك الحيزات الفراغية بعيدا عن الحداثة ومدى ارتباطها بعنصر الهوية والاستمرارية المجتمعية أو ما يمكن أن نطلق علية الاستمرارية الزمانية والمكانية لمتلقي هذه الفراغات.

لذلك جاء البحث لإعادة تأهيل ساحة ميدان المساجد بمدينة الإسكندرية بعناصر تأثيثيه بعد دراسة للخصائص البصرية العمارة مساجد الميدان، ومحاولة وضع نص روحاني لعملية التصميم لتلك العناصر التأثيلية وذلك من خلال وضع الباحثة الفلسفة ومنهجية مستلهمة من تلك الخصائص وتحديد العناصر المعنوية والمادية لعناصر التصميم المقترحة.

وذلك باستخدام المنهج الوصفي التحليلي مع وجود استقراء العمارة ميدان المساجد والهوية المكانية له مع استنباط العوامل التي تقوم عليها عملية التصميم بناء على عنصر الاستدامة المجتمعية المتلقي عملية التصميم في هذا الموقع والوصول إلى منهج التصميم الروحاني للحيزات ذات الهوية التي تتطلب وظيفتها توافر هذا النص التصميمي.