قلق المستقبل وعلاقته ببعض المتغيرات

الملخص AR

يعيش الإنسان اليوم عصر سريع التغيرات وكثير التقلبات ومتنوع التعقيدات في سائر ومختلف منحي الحياة، وفي الوقت ذاته فأنه يسعى باستمرار للتكيف مع ظروف الحياة سعيا منه للوصول إلى مستوى من التوافق يوفر له الإحساس بالأمان والطمأنينة والاستقرار النفسي، ولكنه قد يجد صعوبة في التكيف ويعيش حالة القلق وخاصة عندما تكون تلك الظروف هي نتاج اضطرابات مجتمعية تمس سلم الحاجات لديه من عدم القدرة على تحقيق الذات نزولا إلى الخوف وفقدان الأمن والأمان وصعوبة توفير الحاجيات الأولية للعيش بمختلف انواعه.

والقلق في حد ذاته احساس طبيعي وشعور مقبول ومتوقع تحت ظروف معينة وأحيانا يكون له وظائف حيوية تساعد على النشاط وكذلك حفظ الحياة، ولكن قد يشكل القلق مشكلة بالنسبة للفرد وذلك حين يكون في صورة خوف دون سبب ظاهر أو سبب مفهوم ويتحول من قلق واقعي موضوعي إلى قلق عصابي وذلك نتيجة لاضطراب الإدراك، حيث تسيطر على الفرد الخبرات غير السارة للماضي والحاضر ويتجاهل الإيجابيات مما يجعله يتوقع فقدان السيطرة على مال الأمور المستقبلية ويصبح لديه تشاؤم للحياة وقلق دائم على المستقبل.

ويرى العشري قلق المستقبل بأنه جزء من القلق العام والذي يتصف أصحابه بمجموعة من الصفات كالتشاؤم والعجز وفقدان السيطرة على الحاضر وعدم التأكد من المستقبل، وهو أحد أنظمة القلق التي بدأت تظهر على واقع الحياة بشكل واضح وملموس (عشري، 2004:146)