الفتوى و الرابطة الاجتماعية : دراسة سوسيولوجية

الملخص AR

يعالج هذا المقال حالة الرابطة داخل الأسرة الجزائرية من خلال الفتاوى الواردة إلى مجلس الفتوى بمدينة و هران.

إذ تعتبر الفتوى مادة غنية و متجددة لكونها أكثر تعبير و تمثيل لأهم الظواهر الاجتماعية، و من بين هذه الظواهر تفكك الرباط الاجتماعي للعائلة الجزائرية، فهي تعكس المشاكل الحقيقية الموجودة في المجتمع الجزائري.

انطلاقا من هذه الفكرة حاولنا التركيز على مجموعة من الفتاوى المرتبطة بكل ما يهم العائلة (سواء طلاق، زواج، ميراث، نزاعات عائلية، معاملات اقتصادية و مالية)، لمعرفة كيف يمكن للفتوى أن تكشف لنا عن حالة الرابط الاجتماعي، و ذلك من خلال حضورنا مجلس الفتوى لمدة سنة قمنا بتسجيل جميع أسئلة الفتوى التي تعرض على أئمة المجلس لمعرفة طبيعة المواضيع الواردة، و مدى توفق هذه المؤسسة و القائمين عليها في إيجاد الحلول للمشاكل المستجدة، حيث يصبح القائم على الفتوى أو الفقيه مجبرا على أن يتجاوز الاطلاع على النصوص و التأويل فقط، بل يجب عليه أن يبذل جهدا لبناء منظومة تشريعية، وذلك لإيجاد حلول يسهل تطبيقها في حياة الفرد و خلق نوع من التوازن الاجتماعي.

و يعتبر المنهج الكيفي الأنسب للاستخدام في هذه الحالة وذلك بمقتضى طبيعة الموضوع خاصة أن سوسيولوجية الفتوى تدخل في نطاق علم اجتماع الدين.

فقد سمحت لنا الدراسة الميدانية إلى الوقوف على حالة الترهل و الهشاشة للرابط الاجتماعي سواء تعلق الأمر برابط الزواج أو مختلف العلاقات الدموية كالأخوة و علاقة الأبناء بالأبوين