التشظي الدلالي لخطاب السخرية من خلال التصريح والتلميح في قصة "فرنسوا بن زبل" للسعيد بوطاجين

الملخص AR

الأدب الساخر أحد أهم كنوز الإبداع في العالم؛ فهو يعتمد بالدرجة الرئيسة على المفارقات والتوريات والانزياحات والتلميحات لإظهار الجوهر الكامن وراء هذه الأساليب التي تتخذ إطارا للكشف عن السلبيات، وفضح المظاهر الجائرة في المجتمعات وخاصة في مراحل التحولات الكبرى.

ويعد "السعيد بوطاجين" من أشهر المبدعين الجزائريين الساخرين عبر فني القصة والرواية باستخدام المفارقات الحياتية الصارخة المجتثة من صميم الواقع المعيش؛ كالفقر المدقع والغنى الفاحش والخداع والمكر والجهل والتكبر.

.

.

الخ.

.

.

اتخذ "السعيد بوطاجين" قلمه الساخر ليقرب المسافات والحدث للقارئ؛ فإبداعاته عبارة عن عدسة مكبرة لما هو معيش.

والسخرية بوصفها مفهوما بلاغيا تداوليا خالصا نظر لها معظم الدارسين، وهذه الورقة البحثية تعرض عرضا مبسطا لنظريات التداولية في السخرية، مركزة على عناصر الخطاب، عدا تطبيقيا وعمليا لآليات اشتغال السخرية في القصة.

هي بحث تقص لملامح السخرية في أدبه-السعيد بوطاجين-، وكيف استند عليها واختارها كاستراتيجية لنقد المجتمع وفضح الزائف وتسليط الضوء نحو النازف والمتداعي البالي الذي يتأخر انهياره لبزوغ الجديد.

والجدير بالذكر أن خطة بوطاجين في نقده قد تعددت طرقها فهو تارة يجمل لغته، ويبدع فيها ويبين تميزه وتفرده لمتتبعها، وتارة يتفنن في شعرية أسلوبه من خلال بناء القصة والقدرة الهائلة على رسم ملامح الشخصيات بصورة تقربهم منا فيجعلنا إما نافرين منها أو مقبلين عليها، وتارة يتمرد على ما يفرضه الواقع ويرفضه هو بأسلوب يمزج البسمة بالدمعة والفكاهة بالحزن، والقالب الذي يحوي هذا الأسلوب الساخر متنوع عنده؛ ولكنه ضحك ذو مغزى عميق مباشر (صريح) أو غير مباشر (ضمني)، والقاص كاتب مثقف ملم بما يدور حوله وبما يختاره موضوعا لكتاباته، يعبر عما في عقله بسعة أفق ودون خوف أو تصنع أو تكلف، ستظهر تجلياته من خلال هذا المقال.

واخترنا مؤلفه: "فرنسوا بن زبل" لبحث ملامح السخرية فيه.