الخطاب الصوفي : بين المنهج المعرفي و التجلي اللغوي

الملخص AR

إذا كانت اللغة مكمنا للوجود، فلابد للخطاب الصوفي أن يكون مكمنا لواجب الوجود.

و هذه الحقيقة هي ما سيجعله كخطاب يعمل بمنهج مخالف عن باقي المناهج، لأنه سيتخطى مرتبة العقل ليحوز مرتبة الكشف و العشق.

فالعقل بما هو عقال أي رباط، سيمنع مستعمله من إدراك سبوحات الوصول للكلي و التبحر في مكامن الوصل و الحق.

وعليه لابد لمن يبغي ركوب هذا الأمر أن يتصف بموصوف الإخلاص و العشق اللغوي، خاصة إذا أراد النطق الصحيح بما تجلى في أغواره.

فلغة أهل الذوق و الكشف لا تكون كاملة إلا إذا اتصف ناطقها بالصفاء الروحي و حقيقة نقاوة التجلي لماهية الإخلاص، و إلا كان النطق بما في الغور مرتبط بدرجة الوصل و الصفاء و الإخلاص في العشق و هذه هي الحقيقة، فواقع وجود خطابات مختلفة باختلاف مستعمليها برهان على اختلاف المرتبة الوجودية لسرائر الناطقين.

فالمعرفة الإلهية هي الأصل الأصيل المورث للوصل، و هي كذلك أيضا السبيل الوحيد لإنشاء تواصل حقيقي وجداني من جهة، بين المتصوف و الإله، و اجتماعي من جهة أخرى بين المتصوف و الآخر سواء داخل المنظومة أو خارجها.

و عليه فدفع الشريك عن محبة الواحد و عن حقيقة عبادته هو المنهج الوحيد و الأصح و الأصلح المتبع بغية تأسيس نظرية معرفية تحاجج جميع المذاهب الفكرية و المعرفية داخل المنظومة المعرفية الإسلامية و خارجها (التوحيدية)