الاتجاه النقدي لمفهوم اللذة في محاورات أفلاطون

الملخص AR

تعتبر اللذة إحدى متطلبات الإنسان بشكل عام؛ حيث يسعى كل فرد جاهدا في سبيل تنوع خبراته، الوصول إلى اللذة.

وقد تناول أفلاطون هذا المفهوم بالشرح و التحليل في محاوراته المختلفة، وجاء البحث بعنوان " الاتجاه النقدي لمفهوم اللذة في محاورات أفلاطون "، و درست فيه مفهوم اللذة و طبيعتها من خلال المحاورات الأفلاطونية، وكيف كان أفلاطون ناقدا لمذهب اللذة المتطرف، الذي يجعل اللذة غاية الحياة و معيارا للقيم، بل و مقياس الأحكام الخلقية كلها.

كما وضحت كيف تطور مفهوم أفلاطون عن اللذة في محاوراته المتأخرة عنه في محاوراته المبكرة، فكان الخير في محاوراته المبكرة لا يربطه باللذة، بل كان دائم الفصل بين اللذة و الخير؛ من أجل الوصول إلى قمة السعادة تلك التي تمثل عنده لحظة اتصال الإنسان بالحقيقة القصوى، إلا أنه جاء في محاوراته المتأخرة و كان أكثر موضوعية و اتزانا؛ إذ أعطى للذة دورا مهما في عملية اتزان الفرد جسديا و نفسيا.

كما درست علاقة اللذة بالألم عند أفلاطون، و علاقتها بقوى النفس و أنظمة الحكم؛ إذ أكد أفلاطون أن حياة اللذة مدعاة للشقاء؛ لأنها لا تقف عند حد معقول، و رغم قبول أفلاطون للذة و جعلها مكونا ضروريا مهما من مكونات الحياة البشرية، إلا أن هذا لا يمثل إذعانا لمذهب اللذة؛ حيث رفضه أفلاطون رفضا قاطعا في محاوراته المختلفة، و انهالت عليه سهام نقده، فعلى حين يعتبر فلاسفة اللذة أن اللذة هي الدافع الوحيد للسلوك البشري، إلا أن أفلاطون جعلها إحدى الدوافع وليست الدافع الوحيد للسلوك البشري.