النموذج التاريخي لفقه الأقليات وتقسيمات قضايا الأقليات المسلمة في ضوء العهد المكي والمدني

الملخص AR

بما أن القرآن أنزل كدستور وحيد تعتمد عليه البشرية جمعاء إلى يوم القيامة فلا بد أن توجد فيه نماذج كل ظروف متنوعة يعيش فيها المسلمون سواء كانوا فيها أكثرية أم أقلية، لأن الأنبياء الذين بعثوا في مختلف حقب التاريخ كانوا يواجهون بيئات يختلف بعضها عن بعض حيث كان فيهم من عاش تحت حكم طاغية مستبد، وكان منهم من عارضه ملأ القوم، وكان منهم من حكم دولته كملك يستقل بحكمه.

وهذه النماذج المختلفة التي وجدت في قصص الأنبياء تكفي لتدلل على المنهج التشريعي والفقهي الذي يجب أن يلتزم به المسلمون في ظروفهم الخاصة.

حتى تقسيم السور الذي تعرفنا عليه في القرآن الكريم يمنح لنا منهجا متكاملا في صناعة الفتاوى المناسبة لمختلف الأقليات المسلمة حيث كان المسلمون أقلية في عهدي المكي والمدني للرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الأحكام التي نزلت فيهما كانت متغايرة تماما.

هذا البحث يهدف إلى بيان تلك النماذج التاريخية لفقه الأقليات مع التركيز على العهد المكي والمدني لحياة النبي صلى الله عليه وسلم وليستنتج الباحث في ضوءها أنواعا من قضايا الأقليات المسلمة ليسلط الضوء على أولويات الأمة في العصر الحديث.

فمن هنا جاء البحث ليجلب الانتباه إلى سؤال مهم هو لماذا قد اشتمل القرآن على تاريخ الأمم الماضية ما دام كل الأنبياء جاؤوا بأصول شريعة واحدة؟ ولماذا العهد المكي والمدني في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؟ ولماذا تغيرت الأحكام التي نزلت في كلي العهدين مع أن المسلمين فيهما كانوا أقلية؟ وماذا كانت مهام الشريعة في العهد المكي والمدني؟ ولذلك جاء البحث يحمل مبحثين، الأول: نماذج من قصص الأنبياء في القرآن؛ والثاني: نموذج العهد المكي والمدني.