العلاقات الدولية و حوار الحضارات

الملخص AR

تناولت هذه الدراسة أهمية الحوار بين الحضارات الأخرى في توثيق العلاقات السياسية بين الدول في وقت أصبح هناك ضرورة ملحه للاهتمام بالحضارات، و إدراك مدى أهميتها للخروج من المأزق السياسية و العسكرية برؤية حوارية جديدة تحل محل الصراع في العلاقات الدولية و تربط العالم من جديد بطرق قد تكون أكثر متانة في تحقيق فكرة التعايش السياسي السلمي التي طالما حلم العالم بتحقيقها ضمن مقاييس أكثر واقعية و أكثر قدرة على الديمومة ضمن إطار العلاقات الدولية المعاصرة لتعد الإنسانية من جديد بإطار قائم على فكرة الحوار الثقافي بدل الصراع الذي أنهك الدول و وصل بها إلى طرق متشابكة لم تعد تستطيع التخلص منها.

فلا مانع من تنوع القالب الحضاري، فكل حضارة ترتكز على مفاهيم دينية و ثقافية و فلسفية متباينة و على واقع اجتماعي و ثقافي و تاريخي مختلف، يمنحها خصوصية خاصة بها للحفاظ على جوهرها و وجودها بين الحضارات الأخرى، و لتشكل في مجملها فكرة التكامل الحضاري بإيجاد القواسم الحضارية و الثقافية المشتركة التي ترتكز في أساسها على تحقيق مصالح البشرية في مختلف إنحاء العالم.

و أضافت الدراسة إلى أن الانفتاح الحضاري يساهم بشكل كبير في إنجاح دور الحضارة في إطار العلاقات الدولية الجديدة، و أن النظر بنظرة متساوية بين الحضارات قد يؤدي إلى زيادة أهميتها في إنجاح مسيرة البشرية نحو مستقبل أكثر إشراقا، يقوم على أساس الاحترام المتبادل بين الحضارات المختلفة و بالتالي ينعكس ذلك على العلاقات بين الدول للوصول نحو بناء علاقات جديدة تجمع المجتمعات الدولية من جديد و تحقق المصالح المتبادلة التي تهدف الدول إلى تحقيقها منذ فترة طويلة بإطار سلمي بعيدا عن سياسات العنف و الازدواجية و قريبا من مبادئ الإنسانية التي طالما حاولت دول العالم تحقيقها.