النص القرآني : مقاربة إبستمية

الملخص AR

القرآن الكريم نص مؤسس للثقافة الإسلامية، تشكلت حوله الكثير من المعارف التراثية المرتبطة بسياق تاريخي معين.

يعاود الواقع المعاصر الاهتمام بهذا النص من جديد، و لكن ضمن سياق مختلف، ليطرح من خلاله الباحث أسئلة غير التي طرحها العقل التراثي قديما، و ليعمل بخلاف الرؤية المنهجية التي اشتغل بها سلفا، ضمن ذلك يأتي بحثنا ليحاول التذكير بإشكالات إبستمولوجية واجهتنا حول ذا النص و محاولة الوعي بها، إنها قضايا نتجت من تجربة نصية فعلية و ليس من تأمل نظري حول القرآن.

وضعنا خلال الإشكال الأول أسس التفكير في هذا النص، باستيضاح المسلمات المحددة أبستمولوجيا و التبعات المنهجية التي تنتج عن ذلك، أي كيف يؤدي اعتقاد معين إلى بناء تصور لماهية هكذا نص مقدس، و تحديد "قصدية" معينة اتجاهه.

تأتي بعد ذلك أسئلة فلسفة اللغة و السيميائية و ما قد تطرحاه من قضايا أساسية من فهم لطبيعة هذا النص، و ما يقتضيه ذلك من تغييرات على مستوى الذهنية اللغوية و التقنيات المجددة في هذا المجال.

ينتهي مقالنا بوصف بعض الجوانب المنهجية المتعلقة بالاشتغال على القرآن، خاصة تلك التي استجدت في وقتنا الراهن أهمها : أولا، التفكير في القرآن ليس كنص في ذاته و إنما كنص "مقابل"، سواء مع النصوص الدينية الأخرى، أو بالنسبة للعلم المعاصر.

و ثانيا، النظر بشكل نقدي في مسألة النظرية و النص و ما استشكل في ذلك من قضايا، ثم إظهار أهمية ما قد تقدمه الثورة الحاسوبية من إمكانات بحثية جديدة، و تداعياتها على طريقة عملنا حول القرآن.