مقابر الأباطرة وعائلاتهم من الأسرة المقدونية حتى نهاية أسرة لاسكاريس (١٢٥٨-٨٦٧ م)‎

الملخص AR

تتناول هذه الدراسة منظور غير معتاد في الدراسات التاريخية، و يتمثل في مقابر الأباطرة البيزنطيين و عائلاتهم، بداية من الأسرة المقدونية حتي نهاية الأسرة اللاسكارية.

و كذلك مراسم الطقوس المتبعة لتجهيزهم إلى رحلتهم الأخيرة نحو ذلك المثوي الأخير الذي سيرقدون فيه.

و تركز الدراسة على ضريح قنسطنطين بكنيسة الرسل القديسين باعتباره مثوى و مقر الأباطرة من السلالة المقدونية، كما تشير الدراسة لبعض من التحول و النقلة النوعية في عادات الدفن الإمبراطوري، حين أقدم بعض الأباطرة على الدفن في كنائس و أديرة أخرى شيدوها بأنفسهم لتصير مثواهم الأخير، أمثال الإمبراطور رومانوس الأول، و تأسيسه لدير ميريلايون ليدفن في كنيسة الدير، و كذلك الإمبراطوريوحنا تزيمسكس الذي رغب في الدفن بكنيسة المخلص.

و الإمبراطور باسيل الثاني الذي دفن في كنيسة لقديس يوحنا.

وضم الأمر الإمبراطورة زوي حيث دفنت بكنيسة المسيح أنتيفونتيس، و ممن شملهم الأمر أيضا الإمبراطور رومانوس الثالث أرجيروس، الذي ابتنى كنيسة ثيوتوكوس بيربليبتوس التي صارت مقرا لدفنه.

أما بقية الأسر البيزنطية سواء أكانت الأسرة الدوكاسية أو الكومنينية أم الأنجيلوسية أو اللاسكارية (إمبراطورية نيقية)، فقد فضلت تلك الأسر عدم الدفن في كنيسة الرسل القديسين، ليتخذوا من كنائس بعض الأديرة الأخرى لتصير مقر دفنهم.

كما تتناول هذه الدراسة مراسم الدفن، و الطقوس الجنائزية الخاصة بدفن الأباطرة، و التي صارت بروتكولا عاما ثابتا لا يستثنى منه سوى النذر اليسير، كما توضح الفارق بين الطبقة العلمانية و الطبقة الدينية في طرق و مراسم دفن كل منهما.

تشير الدراسة أيضا إلى جانب آخر ألا و هو إحياء ذكرى المتوفي من الأباطرة بناء على و صية خاصة من قبلهم، تنفذ عقب و فاتهم، أم تقديرا و امتنانا بالدور الذي أسهموا به في حياتهم السابقة.