العوامل السياسية و الاقتصادية المؤثرة على التجارة بين الأندلس والخليج العربي (138-422 ه 756-1030 م)‎

الملخص AR

تمتعت الأندلس بشهرة تجارية و اسعة؛ إذ عدت من أغنى البلدان في تلك الفترة، وقد حتمت عليها طبيعة موقعها الجغرافي، و رحلات أهلها إلى المشرق بدافع الحج و طلب العلم؛ بأن ترتبط بمنطقة الخليج العربي؛ إذ مثلت موانئها حلقة الوصل بين موانئ الشرق الأقصى و موانئ البحر المتوسط؛ فكانت تصل إليها البضائع من جميع الآفاق، خصوصا في مواسم الحج، و هذا ما أبرز مكانة موانئ الخليج العربي، وقد أسهم وجود شبكة متنوعة من الطرق البرية و البحرية - إضافة إلى توفر وسائل النقل - في توطيد هذه العلاقات، هذا وقد نتج عن ازدهار العلاقات التجارية بين المنطقتين، لقيام المراكز التجارية في المدن و الموانئ في كل من الأندلس و منطقة الخليج العربي؛ كمحطات هامة بحكم كونها مراكز تصدير و استقبال للسلع التي يحملها التجار، و بذلك أسهمت تلك الموانئ في وصول السلع النادرة من تلك البلدان إلى بلاد الأندلس، وعلي الرغم من ذلك كانت هناك عوامل اعاقت حركة التجارة، تمثلت في الوضع السياسي للعالم الإسلامي في تلك الفترة، و التي كانت تمر بها خطوط التجارة، إضافة إلى الحركات الثورية و القرصنة و محاولات التمرد، و التي قامت بها بعض القوى المناوئة ضد الدولتين الأموية و العباسية، مما أثر على حركة التجارة و عدم الاستقرار الاقتصادي للمنطقة، أما بالنسبة للتأثير الاقتصادي على حركة التجارة، فقد أولت الحكومات عنايتها بتأمين بالطرق، و ظبط السواحل، و أوجدت لها الحماية اللازمة من الأخطار المحدقة بها، وذلك مقابل الضرائب التي فرضتها على التجار، فكانت عائقا كبيرا لهم في كثير من الفترات، إلا أنها لم تكن مفروضة على الدوام، و كثيرا ما كانت الحكومات تقوم بإلغائها أو تخفيفها تسهيلا لهم.