علم حبوب اللقاح الشرعي و دوره تحقيق العدالة الجنائية

الملخص AR

لقد تطورت أساليب و أدوات ارتكاب الجريمة كثيرا عبر العصور المختلفة، و بالمقابل حاولت التشريعات الجنائية جاهدة أن تساير هذا التطور، ففي عصر التكنولوجيا أصبحت الوسائل العلمية محل ثقة و أهمية كبرى للمساعدة في الإثبات الجنائي، و تحقيق العدالة.

و يعتبر استخدام علم حبوب اللقاح الشرعي أحد هذه التقنيات الحديثة لتضييق الخناق على الجاني أو المجرم في حالة نجاحه في عدم ترك أي أثر من آثاره المادة أو بصماته.

إن الهدف من البحث هو إظهار مدى أهمية تقنية علم حبوب اللقاح الشرعي في الإثبات الجنائي، و توظيفها لحل غموض الجرائم و الكشف عن مرتكبيها.

اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي و التحليلي بناء على طبيعة البحث، و ذلك لتوضيح بعض المفاهيم والمصطلحات ذات العلاقة بالموضوع، و كذلك بالإشارة إلى الأنظمة المقارنة التي لجأت لهذه التقنية، و المقارنة فيما بينها.

و قد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج، و التي من أهمها : - عدم اهتمام الفقه أو القضاء في الدول العربية باستخدام تقنية حبوب اللقاح على الرغم من أهميتها، و هو ما انعكس بدوره على عدم وجود تعريف لها فقهيا أو قضائيا، و عدم إدراجها تشريعيا، و عدم الاستفادة منها في الإثبات المدني و الجنائي.

- كيفية التعامل مع العينة محل الاختبار بداية من جمع و استخلاص العينات من خلال استخدام الطرق المناسبة لذلك وصولا إلى مرحلة الحفظ و التخزين.

- رغم الأهمية الفنية و القانونية لهذه التقنية و دورها في الإثبات الجنائي و كشف لغز الجريمة حتى لو بعد ارتكابها بعدة سنوات، إلا أنها لا تزال محدودة و تتقدم ببطء بل إن الكثير من الدول لا تزال تجهلها.

- قلة أو ندرة أعداد المتخصصين أو الخبراء بهذه التقنية، و عدم وجود فرص عمل معتمدة لهم.

كما أنه لا يوجد قسم خاص بعلم حبوب اللقاح الشرعي في الجامعات الكبرى.

- ارتفاع تكلفة هذه التقنية أو تمويلها لاعتمادها على العديد من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة و المعدات اللازمة لإجراء البحوث.

يمكن الاعتماد على تقنية هذا العلم في استخلاص الأدلة الجنائية- إثبات أو نفي- أمام المحكمة و هو ما حدث عمليا بالفعل في بعض الدول الأجنبية كنيوزلندا و المملكة المتحدة.