دلالة المخطوط (الرموز)‎ في الفن الشعبي النسوي : الصناعة التقليدية أنموذجا

الملخص AR

تعد الصناعة التقليدية موردا هاما يحمل مستقبلا واعدا للجزائر، خاصة و أن هذه الأخيرة تحتوي على منتوجات حرفية و لا أروع و هذا بعد التهميش الذي شهدته بعد دخول التكنولوجيا و التقنيات الحديثة على حياة المواطن، و يعود الاهتمام بالصناعة التقليدية أمرا ضروريا لأنها أداة جيدة لحفظ تاريخ و عراقة أي أمة، و ذلك بتلقين أساسياتها للأجيال هذا عاد عن كونها وسيلة عيش للكثير من الأفراد.

فالمجتمع الجزائري مجتمع عريق لأنه يجمع بين الشاوية و القبائلية و الميزابية و الترقية، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على غنى الإرث الثقافي لهذه المناطق، فالعادات و التقاليد هي وليدة هذا الإرث عبر الأجيال و الأزمنة من خلال تعاقب الحضارات على المنطقة الواحدة، مما يسفر على تنوع و غنى في الأنشطة الحرفية، و هذا ما تبنيه الرموز و التصاميم، لأن الأشكال الرمزية المختلفة المسجلة على الأعمال الحرفية هي شهادات قاطعة ترسم اثنوغرافية كل شعب في أشكال و نصوص وفي معاني بعيدة عن كل تجريد، و انفراده ببعض الصفات يكسبه التميز و يجعله محل اهتمام.

و يعد النسيج من بين المهارات المعبرة عن الفن الشعبي النسوي في الجزائر، و تحضى حرفة الفخار أيضا بأهمية كبيرة في المجتمع الجزائري، و هذا ما يستوجب الحفاظ عليهما كنوع من التراث الوطني، و الرمز كمعطى تاريخي، له خلفياته الثقافية و الزمنية المتعددة، إلا أن ارتباطه بهاتين الحرفتين أضفي عليهما نوعا من المسح الأنثروبولوجي، إذ أنه يحاكي الواقع الذي عاشته الأسرة الجزائرية عبر أجيال، هذا عاد أنه تجسد في كل ما يلمس الحياة اليومية للجزائري قبل و إبان الاستعمار الفرنسي حتى وأن هناك من يعتبره رسالة الأجيال عبر الزمن.

وقد ارتبط أيضا بالوشم على الجسد و حتى على اللوحات الفنية و الجدارية، فالنسيج كان من خصوصيات المرأة التي تحظى بامتياز خاصة في تمازج الألوان و الأشكال هذا وأن هناك زرابي خاصة دون غيرها لمناسبات الأسرة الجزائرية، ذلك أن العروس كان يتم تجهيزها بكل ماهو صنع يدوي، لذا كانت تحرص على كل تفاصيل الجهاز بيدها لأن الفراش يعتبر من أهم طقوس الزواج التي تحظى المرأة على اقتنائها بعناية، وكل هذا أدى بطبيعة الحال إلى اكتشاف رموز جديدة خاصة بعد المصاهرات الأسرية التي كانت تتم بين القبائل الجزائرية ليصب في قمة التنوع الثقافي الجزائري عبر عقود.