المسؤولية الاجتماعية للشركات من منظور إسلامي

الملخص AR

تناولت هذه الدراسة موضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات من منظور اسلامي و لاحظت بان الفقه الاسلامي كان قد حسم أمره فيما يتعلق بتطبيقات المسؤولية الاجتماعية قبل أن يبدأ فقهاء القانون أصلا بالاهتمام بالموضوع و التنظير له في الربع الأخير من القرن الماضي، و إن لم يكن قد اطلق عليها التسمية ذاتها، إذ يمكن للشركة أن تقوم بأعمال تخدم المجتمع دون ان تجبر على القيام بها، و كذلك المكروه، إذ يمكن للشركة ان تبتعد عن بعض الممارسات التي لا تصب في تحقيق الاقتصاد الحقيقي دون ان تلزم بترك هذه الافعال، وفي الحالتين سوف تكون مدفوعة بالحصول على الثواب الأخروي و الربح الدنيوي و خدمة المجتمع، فضلا عن المباح و ما يحمله من تخيير في القيام بأعمال طوعية لا ثواب و لا عقاب عليها و لكنها يمكن ان تدري عليها ارباحا طائلة في معرض قيامها بدور مجتمعي فعال، بعيدا عن الالتزامات الشرعية المفروضة عليها بقسمي الواجب و المحرم و التي تمثل المسؤولية الشرعية البحتة.

وقد بدت تطبيقات هذه المسؤولية في المنظور الاسلامي عديدة توزعت بين المبادرات الطوعية التي تبنتها و لازالت العديد من الشركات في سعيها لتخفيض تكاليف الانتاج أو الترويج لمنتجاتها أو الحصول على المراتب المتقدمة في تصنيفات المنظمات المتخصصة بوضع معايير تطبيق المسؤولية الاجتماعية من جهة و الممارسات التي يدفعها اليها الحصول على الامتيازات الدنيوية المتمثلة بالحوافز الضريبية أو المنح الاستثمارية أو التفضيل و الاولوية في التعاقد على الاشغال العامة أو ربما الظفر بالأجر و الثواب الأخروي من جهة أخرى.

وقد أوصت الدراسة بعمل المزيد من الدراسات المعمقة في موضوع المسؤولية الاجتماعية في المجال الشرعي عبر عقد المحافل العلمية المختلفة من مؤتمرات و ندوات وورش عمل، فضلا عن ضرورة انشاء منظمات متخصصة بوضع معايير لقياس المسؤولية الاجتماعية في المؤسسات الاسلامية، و قيام هيئة المراجعة و المحاسبة للمؤسسات المالية الإسلامية بإصدار معيار شرعي خاص بممارسات المسؤولية الاجتماعية للشركات.