العصف الذهني كأسلوب لتنمية التفكير الابتكاري في المكتبات الجامعية

الملخص AR

إن الحديث عن التفكير الابتكاري أمر شيق، و هذا التشويق ينبع من دعوة هذا النوع من التفكير إلى النظر إلى الثروة الحقيقية التي تملكها المكتبة و المتمثلة في الأفراد العاملين بها، و ليس في المعدات و الخدمات و الأنشطة التي تقدمها المكتبات و تمهد لها الطريق للبقاء و التميز.

ففي المكتبي تكمن أكبر تحديات المكتبة، و إذا كانت هناك صعوبة في التعامل مع الأفراد و سلوكياتهم الظاهرة، فما بالك في التعامل مع المعرفة الكامنة في عقولهم و و جدانهم.

إن معرفة المكتبة بمهـــــــــارات التفكير الابتكاري للعاملين المتمثلة في مهارات الطلاقة الفكرية و القدرة على التحليل، و الحساسية للمشكلات و المرونة و الأصالة، و مواصلة الاتجاه، يقودها إلى التسليم بأن المورد الحقيقي للمكتبة هو العامل البشري، الذي إذا ما تم تنمية مهاراته سوف تصل بموجبه المكتبة لتحقيق أهدافها و مواكبتها للتطورات و ضمان اكتمال نضج ممارسات المكتبة.

و يكتمل نضج ممارسات المكتبة حين يصبح العاملين بها الوسيلة و الهدف في الوقت نفسه، حين يتم استهداف المعرفة الضمنية الكامنة في عقولهم و استكشاف أفكارهم الإبداعية و الابتكارية، و لتقليص فجوة المعرفة عن طريق استخدام أسلوب العصف الذهني في تحليل حركة الأفكار و اتجاهاتها و من ثم إيجاد السبل لتطبيقها على أرض الواقع.

فالعصف الذهني أسلوب مبتكر يسمح استخدامه في المكتبة بالتنقيب في عقول العاملين بها على اختلاف مستوياتهم و مجالاتهم الوظيفية، و يعمل على استخراج المعرفة الموجودة في عقولهم و توليد الأفكار التي تمكن من تحسين طرق العمل، إضافة إلى قدرته( العصف الذهني) على تنمية مهارات التفكير الابتكاري.

تهدف هذه الدراسة إلى تعميق الفهم حول مفهوم التفكير الابتكاري و الوقوف على استخدام أسلوب العصف الذهني في تنميته، و التي تتطلب معرفة تأخذ المعرفة الضمنية التي بحوزة الفرد إلى التطبيق على أرض الواقع.