أثر العلماء الربانيين المهاجرين الجزائريين المهاجرين في الحركة العلمية والثقافية: درس التفسير عند الأمير عبد القادر أنموذجا

الملخص AR

تقوم هذه الدراسة بالبحث في مجال الأثر الذي تضمنه تراث العلماء الجزائريين الربانيين في المجال العلمي و الثقافي من خلال الوقوف على تراثهم و مناقشته في المنهج و المحتوى؛ و من خلاله يهدف الباحث إلى إزالة بعضالغموضعن صنفالنخبة المهاجرة، و التعريفبالتراثالجزائري في بلاد المهجرللأجيال في العالمين الإسلامي و غيره؛ وتم الاقتصار على عالمين جزائريين، و هما: الشيخ الطاهر الجزائري(ت: 1920م)، و الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري(ت: 1883م).

أما الأول فتم الوقوف معه على الروافد العلمية التي كان له إسهام هام في إرساء قواعدها، و تتمثل في إنشاء المكتبات، و تلخيص المطولات و تبسيط عباراتها؛ أما الأمير فقد تم إبراز روافده المعرفية للعملية التفسيرية؛ وتم التركيز على شخصه لجملة من الاعتبارات تم ذكرها في محلها.

و من أهم تلك الروافد: عقدهللحلقات العلمية و انتصابه لدرس التفسير في الشام، لأنها تعتبر من أهم ما يمكن أن ينتشر به أي مشروع فكري و علمي و إصلاحي.

كما أنه اتكأعلى جملة من القواعد العلمية في التعامل مع النصوص القرآنية؛ وهي بدورها تثبت أن المنهج الذي وضعه أهل العلم بغية الوصول إلى الكشف عن مراد الله فيها لم يتجاوزه الأمير، و إنما وظفه بدرجة أولى ثم انتقل إلى الفيوضات التي كان يوردها ليبين بأن هذه الأخيرة لا تلغي الفهم السابق؛ كما تضمن درسه التفسيري مجموعة من الاتجاهات و الأفكار التي تحكمت في عمله، و طغت على فقراته، حيث هدف من و راء توظيفها إلى غاية بعينها، و أبرزها الاتجاه الإشاري، و معتقد الأمير أنه راجع إلى التعايش الحاصل مع النص ذاته و محاولة تمثل الخطاب في الروح، مع بقاء ظاهر الآية مكفول الفهم له.

ولم يخل درسه من مجالات تنزيل الآيات على واقعه المعاش، حيث وظف النصوص القرآنية و أسقطها على واقعه السياسي، أو ما اتصل بالأعمال الاجتماعية سواء كانت في الوطن الجزائري أو الخارجي