الاكتئاب لدى الأطفال

الملخص AR

يعد الاكتئاب أقدم اضطراب نفسي، فقد عرف منذ أقدم العصور، و يصاب به حوالي 5% من السكان وله علاقة وثيقة بالانتحار.

(حسين فايد، 2005: 209)
كما أنه من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارا في عصرنا الحالي، و لقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد حالات الإصابة بالاكتئاب لدي جميع الأفراد داخل المجتمع، وذلك باختلاف مستوياتهم الثقافية و المادية و الاجتماعية، و باختلاف الفئات العمرية، و يرجع ذلك إلي ما يحيط بهؤلاء الأشخاص من ضغوط الحياة اليومية التي يتعرضون لها سواء كانت الضغوط داخلية أو خارجية، فهي تؤدي في النهاية إلي إصابة الفرد بحالة من الاكتئاب.

(عصام مراد، 2004: 23)
فكل شخص علي نحو التقريب يصاب بالكآبة أو اليأس في بعض الأحيان، و الشعور بالحزن أو الغم هو جزء من طيف الانفعال البشري، و نري الاكتئاب في جميع الطبقات الاجتماعية و الأجناس و الجماعات الأقلية و هو شامل جدا لدرجة أنه يسمي بالبرد العام للأمراض العقلية.

((Beach، 1998: 200
و تجدر الإشارة في هذا الصدد إلي أن أعراض الاكتئاب قد تختلف من فرد إلي آخر فالبعض قد يتخذ لديهم الاكتئاب شكل أحاسيس قاسية من اللوم و تأنيب الضمير، و يجئ لدي البعض الآخر مختلطا مع شكاوي جسمانية و أعراض بدنية بصورة قد لا تعرف الحدود بينها، و يعبر البعض عنه في شكل مشاعر اليأس و التشاؤم و الملل السريع من الحياة و الناس، وربما تجتمع كل هذه الأعراض معا في شخص و احد، وقد تتنوع هذه الأعراض، و تختلط مع غيرها من أعراض نفسية و جسمانية أخري.

(عبد الحكيم العفيفي، 1990: 125)
و الحقيقة أن هناك جوانب كثيرة من الاكتئاب تجعل علاقة المكتئب بالمحيط الاجتماعي مصدرا للضيقوالتعاسة و الاضطراب، فالمكبوتون يتسمون بعدم الايجابية في المواقف الاجتماعية، و يجدون صعوبة شديدة في بدء علاقة جديدة، وأنهم أقل من غيرهم تفاعلا و تبادلا سواء تعلق ذلك بحجم الكلام أو الأفعال المطلوبة في مثل هذه المواقف أو ملاءمتها لمواقف التفاعل و طبيعة العلاقة الاجتماعية، كما يتصف المكتئب بالجمود و التصلب و الافتقار للمهارات الاجتماعية الضرورية للنجاح و التفاعل، و يتعرض المكتئبون في مواقف التفاعل لكثير من الإحباطات و مشاعر التعاسة بسبب حساسيتهم الشديدة للرفض و التجاهل.

(عبد الستار إبراهيم، 1998: 43- 44)
و تذكر ممدوحة سلامة (1991) " أن خبرات الرفض و فشل العلاقات بالآخرين ينشأ عنها هيكل أو صبغة معرفية تدور حول الفشل و الخوف من فقد الأخر الأمر الذي تنشط معه مشاعر العجز و عدم القيمة و الأهمية، وأن المكتئبين تبدو عليهم المحنه و المعاناة بالرغم من أنهم يلتمسون الدعم من الآخرين إلا أن البيئة الاجتماعية قد تقدم لهم الطمأنينة و الدعم في البداية و لكنها قد ترفض المكتئبين أو تتحاشاهم فيما بعد نظرا لعدم تجاوبهم معها الأمر الذي يزيد من عدم أمن المكتئبين و زيادة اعتماديتهم.