الأدب و جائحة كوفيد 19 : كيف تجسدت الأوبئة في الأعمال الأدبية ؟

الملخص AR

ثمة علاقة مائزة بين الأدب و الأوبئة؛ متصلة في بعد و منفصلة في آخر؛ أما الاتصال ففي تحويل الأوبئة من واقعها المرجعي إلى أدب، تضحى به كيانا آخر، لا يشاكل مرجعه، وأما الانفصال فيتم في النظر إلى الأوبئة في واقعها المرجعي قبل أن تضحى كيانا أدبيا.

و يكون الأدب مصدرا لمعرفة الوباء في العصور السحيقة التي ربما لم تتوفر مستندات ووثائق بشأنها تصف الوباء أو تؤرخ له، أما في العصور الحديثة التي فيها كل شيء مؤرخ بمستندات و وثائق؛ فإن نقل الوباء في الأدب لا يكون كوثيقة مرجعية، و إنما يكون الهدف من قراءته معرفة أحوال الناس و العباد تجاه هذا الوباء و اختبار معاناتهم و شئونهم اليومية و انكسار وجدانهم و معيشتهم معه و محاولتهم في التغلب و الصمود أمامه وعليه و التحديات التي فعلوها نفسيا ووجدانيا تجاهه بشكل وجودي و فلسفي، يعبر عن إرادة البشر التي لا بد لها أن تستمر و تحيا.

من هنا كانت قراءة الأوبئة في الأدب غير مملة كما قراءتها في الوثائق و المستندات الطبية و التاريخية؛ لأنها تركز على الإنسان في مواجهة قدره، و هذه تيمة محببة في النفس الإنسانية؛ ليتابع الإنسان تاريخ أسلافه في المواجهة، و يرصد توالياته في الزمن الحديث.

أنت في أدب الأوبئة إذا تقرأ الإنسان لا الوباء، الوباء هنا ككارثة طبيعية بكل تجلياتها و الإنسان هنا الثبات نفسه في وجه كل الكوارث.

إنها نفس الروح الإنسانية التي تظهر ضد الأعاصير و الرياح و الزلازل و البراكين والتسونامي و الفيضانات و الطوفان و الحيوانات الأسطورية العملاقة و النيازك و البروق.