دور مدة العقد في المرحلة السابقة للتعاقد : دراسة مقارنة

الملخص AR

يرتكز موضوع البحث على إبراز الدور الأساسي الذي يؤديه الزمن في العقود، و خصوصا في المرحلة السابقة للعقد، فعلى الرغم من وجوده مستقلا في الكثير من أجزاء كل عقد إلا إن البعد الزمني له أثر كبير في أحكام العقود جميعا و لا يقتصر على طائفة معينة منها، وقد نادى فقهاء القانون الفرنسيون و العرب على حد سواء بضرورة إيلاء هذا البعد اهتماما خاصا، وقد استحدث المشرع الفرنسي نتيجة ذلك مصطلح مدة العقد؛ لمحاولة حصر العناصر الزمنية، و بيان أحكامها و التمييز فيما بينها في مرسوم تعديل قانون العقود و الالتزامات الفرنسي رقم 131 لسنة 2016، إلا إن الأمر بالنسبة لبلادنا العربية لم يلق الإجابة المناسبة، كما إن اتساع رقعة التعامل الاقتصادي بصورة عامة، و تنامي التبادل التجاري، و التطور الكبير في الاتصالات و بزوغ التجارة الالكترونية، كل هذه العوامل طورت من مفهوم العقد، و مهدت لأهمية متنامية لمرحلة تكوينه سواء في الفترة السابقة له أو عند ابرامه، كما خلقت أنواعا من العقود التي تنماز بالتعقيد و تعدد الجوانب، و كذلك تنماز بقيمة اقتصادية كبيرة، كما في العقود الدولية على سبيل المثال، و التي تنطوي على مخاطر عدة، الشيء الذي يجعل إبرام هذه العقود عملية ليست بالهينة بل يجب أن يسبق إبرامها مرحلة تهيئة و تمهيد و مفاوضات شاقة متشعبة الأبعاد و ممتدة الزمن، كما أنها قد تشكل عبء مالي، و تشتمل على العديد من الاجزاء من قبيل مجلس العقد والوعد بالتفضيل والوعد بالتعاقد.