الثورة بوصفها تأسيسا للحرية

الملخص AR

يعتبر مصطلح "الثورة" من أكثر المصطلحات شيوعا في كتابات السياسة و المفكرين و الباحثين، و هو من المفاهيم التي لم تحدد تحديدا دقيقا نظرا لتباين استخدامه بتباين التخصصات و الأغراض و الموضوعات، فكثيرا ما نسمع كلمات مثل: الثورة الفرنسية الكبرى، و الثورة الأمريكية، و الثورة الصناعية، و الثورة الإجتماعية، فنحن نستخدم اسم "ثورة" و مازلنا نستخدم أيضا الصفة "ثورى" لكى نشير الى انواع متباينه من التغيرات سواء كانت في النظام السياسى أو الإجتماعى أو التغيير في البناء الإقتصادى و الثقافي أو في كل هذه النظم مجتمعة.

تعتبر الثورة شكلا من أشكال الحركات الإجتماعية، بل و أبرز أنواعها على الإطلاق، حيث انها تسعى الى احداث تغيرات في المجتمع، و غالبا ما تحوى العنف كى تحقق هدفها، و يظهر العنف عندما يصارع البعض من أجل التخلص من الحرمان الذى فرض عليهم لحساب الأغنياء، وحين يصارع هؤلاء دفاعا عن امتيازاتهم، و لا يترد كل من الطرفين في اللجوء الى شتى الوسائل التى تهيئ له النصر بما في ذلك "العنف" من استعمال للقوة البدنية الى اغتيالات أو مؤتمرات أو ثورات أو حروب أهلية، و من الملاحظ أنه ما من صورة تاريخية من صور الصراع العميق حتى العصور الحديثة الا و كانت الدماء أداتها لتصفية أسباب التصادم المؤدية اليها، و من أمثلة ذلك الثورة الفرنسية، و الصراع بين البرجوازية و النبلاء، و الثورة الروسية التى قامت لتصفية الصراع الطبقى بين البرجوازية و الإقطاع و بين البروليتاريا و حتى في المجتمعات السياسية المتقدمة المعاصرة لا تزال جماعات الضغط السياسى و التى تسعى بالتأثير على السلطة الى تحقيق المصالح المادية.