تشكيل الصراع في المسرح الشعري عند فوزي خضر : دراسة تحليلية

الملخص AR

الصراع بالمفهوم البسيط هو الدراما، و يظهر الصراع في العمل الدرامي من خلال حوار الشخصيات مع بعضها البعض حيث الصراع الخارجي، أو حوار الذات حيث الصراع الداخلي، مع الأخذ في الاعتبار وجود محركات أخرى تظهر الصراع غير الحوار، وهي لا تقل أهمية عن الكلام و الحديث، فالصمت التام في بعض المواقف قد يكون أكثر بوحا للصراع من أي حركة ظاهرية أو كلام مباشر، الوقوف في النور أو التأوه في الظلام، دمعة العين أو ضربة على صدر شخص أو جلسة معينة توحي باليأس أو التأهب، إغلاق نافذة أو فتح باب، إشارة بعين أو بذراع، حركة مفاجئة، كل هذه الأحداث تصنع الصراع (الدراما) باعتبار أن الصراع في كل العصور هو أساس الدراما و لبها؛ و الصراع في العمل الدرامي ينتهي إلى نوعين رئيسين هما: الأول: الصراع الداخلي: و هو صراع الشخصية مع نفسها من خلال صراع بين العقل أو الضمير أو الواجب من جهة و بين العاطفة من جهة أخرى، أو صراع بين عاطفتين متعارضتين داخل الشخصية؛ و الثاني: الصراع الخارجي: و هو الذي يكون بين الشخصية و قوة أو إرادة خارجية تتعارض مع إرادتها، و الذي من خلاله تتولد الحركة في المسرحية، و تمضي إلى غايتها المحتومة، على نحو يثير في المتلقي شتى الانفعالات و مختلف الأفكار، و هذا النوع يظهر بوضوح حينما تتنوع الشخصيات، و الصراع هو علامة الحياة في كل عمل أدبي" و يعد الحوار أقوى أداة تدل على وجود صراع، سواء كان هذا الحوار داخليا، حيث حديث النفس إلى ذاتها، أو كان خارجيا، حيث الحوار مع الآخر، و هذا لا يعني أن الحوار وحده هو الأداة الدالة على وجود صراع، فقد يكون الصمت أقوى من الكلام فيظهر الصراع، وقد تكون الحركة أو الإشارة أو إيماءة العين تظهر الصراع، دمعة العين في العمل الدرامي تظهر الصراع، الجلسة اليائسة و إغلاق نافذة أو فتح باب، كل ذلك قد يكون أداة تدل على وجود الصراع في العمل؛ لذلك يتشكل الصراع من خلال تطور المواقف و الأحداث، و قرائن الصراع في هذه الدراسة نعتمد فيها على ثلاث قرائن و هي: القرينة اللفظية و تدل على الصراع الداخلي؛ المفارقة و تدل على الصراع الخارجي؛ تقديم الشخصية المضادة و تدل على الصراع الخارجي.