إيديولوجية الوطن والمواطنة من خلال خطبة ونص البيعة للأمير عبد القادر الجزائري

الملخص AR

لم يرض الشعب الجزائري بالاحتلال الفرنسي بعد سقوط العاصمة وتوقيع الداي المعاهدة الاستسلام في 05 جويلية 1830م، بل ظهر بالوجه الرافض لهذه العملية واعتبر أن سقوط العاصمة واستسلام الداي لا تمثل ما يشعر به الشعب من إذلال ونقص من الشخصية الجزائرية التي يتمتع بها الشعب الجزائري.

فظهرت مقاومات ضد عملية الاحتلال أينما وطأت أرجل المستعمر.

وما مقاومة الأمير عبد القادر إلا أنموذجا للوطنية التي كانت في نفوس اغلب الجزائريين.

فهو زعيم وطني ثائر.

ظهر بعد المبايعة واستلام قيادة المقاومة السياسية والعسكرية.

إن قدرات الشخصية للأمير عبد القادر مكنه من استمالة القبائل الجزائرية بالفكر الجهادي الثابت والراسخ في عمق النفسية الجزائرية، وبالبيعة كان ميلاد الدولة الجزائرية الحديثة، على مبدأ العدل والمساواة واحترام الحريات والكرامة الإنسانية، وسيادة القانون وحب الجهاد.

إننا لا نبالغ إن قلنا أن الجزائر لم تعرف عبر تاريخها الطويل قائدا من أبنائها وعبقرية رجل وقيادة فذة في الحرب والسلم، فكان فارسا للحرب، وخطيبا وزعيما لدولة وطنية، وحمل الجزائر من النظام القبلية التقليدية إلى نظام الدولة الحديثة بمزاوجة بين الأصالة والمعاصرة في بناء الدولة الجزائرية.