الشيخ صالح الشريف، مناضل مغاربي 1862-1920 م

الملخص AR

يعتبر صالح الشريف التونسي من الشخصيات المغاربية المغمورة التي ناضلت في بدايات القرن العشرين في سبيل استقلال المغرب العربي، تستلزم من الباحثين تعريفها للدارسين و المهتمين بتاريخ النضال المغاربي المعاصر، فعائلته تنحدر من أصول جزائرية سكنت تونس في النصف الثاني من القرن التاسع عشرة هروبا من الاستعمار الفرنسي، ليهاجر هو إلى المشرق العربي سنة 1907 م بعد أن ضاقت به البلاد التونسية فتعاون مع أقطاب النهضة السياسية بتركيا، ليأسس فيها الشيخ صالح الشريف و إسماعيل الصفائحي وثلة من الوطنيين المغاربة جمعية الأخوة و المساعدة و الدعم المعنوي للجزائريين و التونسيين، وفي أواخر سنة 1911م عين الشيخ صالح الشريف كاتبا لأنور باشا القائد العام و قتئذ بولاية بن غازي و برقة مدة الحرب الطرابلسية الإيطالية، فقويت صلات صالح الشريف و أنور باشا أثناء الحرب الطرابلسية، و بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى تزعم الشيخ صالح الشريف و الشيخ إسماعيل الصفائحي، و الأخوين محمد وعلي باش حامبة الحركة النضالية المغاربية المساندة للدولة العثمانية و ألمانيا، وفي 07 جانفي 1916م أسس الشيخ صالح الشريف التونسي رفقة مجموعة من الوطنيين المغاربة لجنة استقلال الجزائر و تونس و ترأسها، كما كانت أعمال لجنة استقلال الجزائر و تونس و نشاطاتها تبرزها "مجلة المغرب " الناطقة باللغة الفرنسية التي أسسها محمد باش حامبة في نهاية شهر ماي 1916 بجنيف سويسرا، وفي أواخر سنة 1918 شكل الشيخ صالح الشريف، و محمد الخضر حسين، و محمد مزيان التلمساني، و محمد الشيبي التونسي، و محمد بيراز الجزائري، و حمدان بن علي الجزائري و محمد باش حامبة " اللجنة الجزائرية التونسية "، التي أرسلت برقية إلى الرئيس و يلسون في أثناء مروره بروما في الثاني من شهر جانفي سنة 1919م.

توفي الشيخ صالح الشريف في منتصف شهر فيفري سنة 1920 بعد حياة مليئة بالنضال في سبيل تحرير المغرب العربي، و بلغ حقد فرنسا على صالح الشريف إلى درجة أنها اشترطت أن يكون الدفن ليلا بعد تدخلات و مساع سمحت بإنزاله من الباخرة التي نقلت جثمانه لدفنه بتونس.