أثر السياق و دلالته في الاستنباط عند المفسرين : ابن عطية الأندلسي نموذجا

الملخص AR

لم يزل موضوع السياق و دلالاته يستقطب اهتمام اللغويين و المفسرين و الأصوليين على حد سواء؛ لما له من دور كبير في فهم كلام الله تعالى، و السياق من الأدوات الموصلة إلى فهم المراد من كلام الله عز و جل؛ و من الآليات التي يحتاج إليها كل فن من فنون العربية أو ما تعلق منها بعلوم القرآن الكريم خاصة و علوم الشريعة عامة كالتفسير و الفقه و علم أصول الفقه و غيرها.

و العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم متكاملة فيما بينها و متداخلة؛ إذ بينها علاقة تفاعل و تأثير و تأثر، و الاستنباط من القرآن الكريم أحد هذه الفنون.

وجاءت هذه الدراسة محاولة الكشف عن أثر السياق و دلالته في استنباط المعاني و الأحكام الشرعية من القرآن الكريم، وذلك عند أحد أعمدة التفسير القدماء و هو ابن عطية الأندلسي في تفسيره "المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"؛ و هذا ما ينطوي تحت الإشكالية الآتية: ما تأثير السياق في الاستنباط من القرآن الكريم؟ وهل يظهر ذلك في استنباطات ابن عطية الأندلسي من خلال تفسيره" المحرر الوجيز"؟ وقد لاح لي أن تكون هذه الدراسة في شقين؛ الشق الأول تناول الجانب النظري؛ فبعدما عرضت ترجمة موجزة لابن عطية الأندلسي؛ عملت بعدها على تقديم قراءة في المعجم و الاصطلاح لكل من السياق و الدلالة و الاستنباط على التوالي؛ و الشق الثاني تناول الجانب التطبيقي و تمثل في عرض نماذج من استنباطات ابن عطية التي وظف فيها دلالة السياق، و لنخلص إلى أن للسياق بالغ الأثر في الاستنباط من القرآن الكريم؛ بل هو من الدلالات الموصلة إليه و التي تمكن من الفهم الصحيح لما خفي من المعاني و الفوائد التي يزخر بها كتاب الله تعالى.

ولم يغفل ابن عطية أهمية السياق؛ حيث احتكم إليه في مواضع كثيرة من تفسيره