دور الرحلة الحجازية في ازدهار الحياة العلمية والثقافية بالأندلس خلال القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي

الملخص AR

عرفت الأندلس خلال القرن الثاني الهجري الثامن الميلادي، رحلة الكثير من رجالها إلى بلاد المشرق، وقد تعددت دوافعها، غير أن الرحلة من أجل طلب العلم إلى الحواضر العلمية المشرقية لاسيما بلاد الحجاز، التي استقطبت أغلب المرتحلين إليها وذلك لوجود الحرمين الشريفين هناك، بالإضافة إلى أن مكة المكرمة، والمدينة المنورة كانتا منارتين علميتين تعج بالعلماء، والطلبة من كل أصقاع البلاد الإسلامية.

لقد أسهمت الرحلة العلمية إلى الحجاز في تنشيط وازدهار الحياة العلمية والثقافية بالأندلس، ويعود الفضل في ذلك إلى جهود المرتحلين الأندلسيين الذين عادوا إلى بلادهم بعلم واسع ومعارف غزيرة، هذا بالإضافة إلى جلبهم للتصانيف النفيسة لأهل المشرق سيما في مجال العلوم الدينية كالفقه، وعلوم القران، إن كل تلك الجهود المبذولة من طرف أولئك المرتحلين الذين يمثل العلماء نسبة كبيرة منهم كان لها دور في ازدهار الحياة العلمية وبلورتها بالأندلس، وهذا الذي نحاول إبرازه في فحوى موضوعنا.