مذبحة العوفية بوادي الحراش 1832: الظروف والتداعيات

الملخص AR

شهدت الجزائر في النصف الأول من القرن التاسع عشر أعنف حملة استعمارية أوربية غذتها روح صليبية عمياء مست بالتخريب والتدمير كل نواحي الحياة، خاصة الإنسان الذي خضع لحرب إبادة لم يعرف لها التاريخ مثيلا، فقد عانى الشعب الجزائري شتى أصناف القهر الاستعماري من ترحيل إجباري وتسخير في الأعمال الشاقة وقتل جماعي بكل أنواع الأسلحة وحتى بالحرق.

ومذبحة العوفية 06 / 07 أفريل 1832 بوادي الحراش بالقرب من العاصمة تندرج في هذا الإطار الذي يعكس حقيقة السياسة الاستعمارية التي عملت على إبادة العنصر الجزائري لتوطن مكانه العنصر الأوربي (المستوطن) باستخدام كل الوسائل متجاوزة كل الأعراف الحربية، وهذه الجرائم تنافي الادعاءات الفرنسية الزاعمة بنشر الحضارة التي يتمتع بها الإنسان الأوربي عامة والفرنسي خاصة.

وتهدف هذه الدراسة إلى إبراز الطبيعة الدموية والإجرامية لجيش الاحتلال تجاه الجزائريين من خلال التطرق إلى الظروف المحيطة بارتكاب المذبحة خلال السنتين الأوليين للاحتلال الفرنسي للجزائر والمتميزة باشتداد المقاومة في المتيجة التي أعيت ضباط جيش الاحتلال، وإبراز تداعيات وآثار تلك المذبحة على قوة واستمرار المقاومة الوطنية.