توظيف الكوادر البشرية من الموهوبين مع متطلبات سوق العمل

المؤلف

أفراح مطلق مزيد

المصدر

المجلة المصرية للدراسات المتخصصة : دورية فصلية علمي محكمة

الناشر

جامعة عين شمس كلية التربية النوعية

تاريخ النشر

2022-12-31

دولة النشر

مصر

عدد الصفحات

105

التخصصات الرئيسية

الفنون
إدارة الموارد البشرية

الموضوعات

• سوق العمل
• الموهوبون
• التوظيف
• الموارد البشرية

الملخص العربي

يفرض مجتمع المعرفة اليوم العديد من و مؤسساتها-لاسيما قطاع التعليم الجامعي، و التي تتطلب مواجهتها امتلاك جميع مقومات المنافسة ليس فقط على المستوى الوطني ؛ و إنما على المستوى العالمي، و أهم هذه المقومات العنصر البشري صاحب الكفاءات و المهارات العالية الذي يستطيع تحقيق التميز المؤسسي، خاصة عندما يتم اختيار و تعيين الأفراد العاملين المناسبين في وظائفهم المناسبة لهم، و العمل على تنمية أدائهم و اكتشاف مواهبهم، و تنميتها، و الاحتفاظ بهم، و تحتاج مؤسسات التعليم الجامعي بشكل خاص إلى مثل هؤلاء العاملين الموهوبين.

وتعتبر الجامعات من أهم محركات التغيير و التطوير في مجتمعاتها إذ تلعب دورا مهما في التنمية و التطوير على المستوى الوطني في مجالات التنمية الاقتصادية، و التطور السياسي، و التحول الاجتماعي و الثقافي، فالعلاقة بين الجامعات و التنمية و التطوير ليست علاقة ذات اتجاه واحد، فبينما يمكن للجامعات تشكيل و تنمية المجتمع، فإنها في المقابل يتم تشكيلها أيضا بواسطة المجتمع، و يمكن أن تأخذ مساهمات الجامعات في التنمية أشكال متنوعة في الدول المختلفة، إلا أن أهم أدوارها في المرحلة الحالية هو تطوير ذاتها و مكونات منظومتها التعليمية و البحثية أجل التحول إلى مجتمع المعرفة، ففي التوجه نحو التحول إلى اقتصاديات مجتمع المعرفة تقف الجامعات كأهم المؤسسات نحو الدخول إلى مجتمع المعرفة نتيجة لأدوارها الأساسية في تقدم المجتمعات ورقيها، فمن خلال ما تضمه الجامعات من إمكانات و قدرات معرفية تتمثل في أعضاء هيئة التدريس بها و باحثيها و فنييها المتخصصين إلى جانب خبراتها و معارفها في مختلف العلوم و مراكز أبحاثها و مختلف معاملها و غيرها من مقومات، فإنه يمكن للجامعات الإسهام بفعالية في جهود التنمية بمختلف القطاعات.

و تواجه بذلك مؤسسات التعليم الجامعي في الوقت الراهن-مطلع الألفية الثالثة-ضغوطا و تحديات تتمثل في النمو السريع في مجال المعرفة، و التطور الكبير في نظم الاتصالات و وسائلها، و الثورة المعلوماتية و التكنولوجية، و التغيرات المفاجئة و السريعة في طبيعة المهن في السوق بسبب الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة و الاهتمام المتزايد بقيمة التميز و الجودة بالمعنى الكلي و الشامل و الذي يعبر عن أداء الأعمال بطريقة صحيحة من أول مرة ؛ و لذا أصبح من الضروري على الجامعات أن تعمل على إدخال تلك النظم الحديثة حتى تضمن البقاء و الاستمرار و الوقوف أمام المنافسة مع الجامعات المحلية و الإقليمية و العالمية.

و بذلك تعمل معظم الجامعات حاليا في بيئة عالمية معقدة، و دينامية وعالية التنافسية، بالإضافة إلى وجود تلك التوجهات الخاصة بالعولمة، و زيادة حراك الأكاديميين، و الاهتمام بالمواهب الأكاديمية في العديد من التخصصات و كذلك المواهب الإدارية، و في الوقت نفسه تواجه الجامعات تحديات خاصة بوجود العديد من التغيرات في استراتيجيات إدارة الموارد البشرية مثل أنظمة الأداء الفردي للعاملين، و بالتالي على الجامعات التحرك إلى مدخل أكثر مهنية لإدارة العاملين بحيث يكون أكثر موضوعية و عدالة و شفافية لتقييم الأداء، و يركز على توظيف المواهب، و استخدام مؤشرات الأداء التي توفر لقادة الجامعات و مديري الموارد البشرية فرصة لاختيار العاملين الموهوبين لمؤسساتهم.

لذلك نجد أن تطورات العولمة، و المنافسة الدولية، و الابتكار، و التكنولوجيا أبرزت أهمية إدارة الموارد البشرية لتحقيق الميزة التنافسية، فرأس المال البشري هو فقط المحقق لهذه الميزة التنافسية المستدامة لأية مؤسسة في ذلك العالم المتغير أكثر من أي وقت مضى ؛ نظرا لأن رأس المال البشري أكثر أهمية من التكنولوجيات الجديدة أو الموارد المالية و المادية ؛ فالطبيعة المتغيرة للعمل يعني كفاح المؤسسات الدائم من أجل لا سيما التطورات التكنولوجية و التنظيمية، و التنافسية جذب و استبقاء و توفير العاملين المؤهلين بشكل كاف لسوق العمل، و لذا أصبحت إدارة الموارد البشرية الاستراتيجية و إدارة المواهب كمفاهيم لها أهمية متزايدة ؛ لأنه في الاقتصاديات القائمة على المعرفة في القرن الحادي و العشرين ينصب التركيز على العاملين و الذين يعدوا عنصرا أساسيا لتحقيق الميزة التنافسية.

و في إطار الاهتمام المتزايد باستغلال و إدارة الموارد الفكرية غير الملموسة ظهر مصطلح إدارة المواهب Talent Management، فأحد أبعاد تحقيق التنافسية بناء قاعدة المواهب من خلال جذب و استقطاب و تنمية المواهب و التي بدورها يمكنها تحقيق النجاح المستمر للمؤسسة، و تمثل بذلك إدارة المواهب أحد أهم الموضوعات الإدارية في مجال إدارة الموارد البشرية و ذلك نتيجة لتأثيرها العميق على النمو المستقبلي لأية مؤسسة و تطوير أساليب ابتكارية للمهام الوظيفية التي يؤديها العاملون، ومن ثم تتزايد الحاجة لاستقطاب ورعاية المواهب بهدف تحقيق الريادة و التميز وبناء القدرات التنافسية.

و تشير إدارة المواهب إلى عملية تطوير و دمج العاملين الجدد، و الاحتفاظ بالعاملين الحاليين، و جذب العاملين ذوي المهارات العالية للعمل في المؤسسة، و تهتم إدارة المواهب بالاستمرار في التدريب و تطوير الأداءات العالية للقيام بأدوار جديدة محتملة، و التعرف على الفجوات المعرفية للعاملين، و تنفيذ المبادرات الرامية إلى تعزيز الكفاءات بين العاملين، و بذلك تزايد الاهتمام بإدارة المواهب كأحد أهم عوامل النجاح المؤسسي، فهي نظام متكامل يبدأ بتحديد احتياجات المؤسسة من المواهب ومقارنتها بالمواهب المتوافرة داخل المؤسسة وتحديد العجز منها للعمل على استقطابها و جذبها من خارج المؤسسة، ثم العمل على تنمية و تطوير المواهب الحالية و الجديدة، و وضع استراتيجيات للحفاظ على المواهب و توفير البيئة الملائمة لهم لكسب ولائهم و التزامهم للمؤسسة.

إلى أن تطبيق إدارة المواهب في مؤسسات التعليم الجامعي يساعدها على تحديد الكفايات الأساسية المطلوبة لكل العاملين بها طبقا للتوصيفات الوظيفية ؛ وبالتالي مساعدة الإدارة على التعيين الفعال و الاختيار القائم على أساس الكفايات الملائمة و المناسبة من خلال وضع الفرد المناسب في الوظيفة المناسبة، و كذلك الوصول إلى الاحتفاظ بالعاملين الموهوبين.

نوع البيانات

أوراق مؤتمرات

رقم السجل

BIM-1445678

• APA
• MLA
• AMA