إشكاليات الإنتاج المصري لنصوص دراما الطفل و تأثيرها على هويته الثقافية : دراسة تطبيقية

الملخص AR

إيمانا بالدور الذي يمكن أن تقوم به نصوص دراما الطفل لقدرتها على تشكيل وجدان الأطفال، و بناء هويتهم الثقافية، و قدرتها في التأثير عليهم في مرحلة شديدة الأهمية من حياتهم، بالإضافة إلى قدرتها على مواجهة أية مخاطر تهدد الهوية الثقافية لمتلقيها من الأطفال، من خلال ما تقدمه من موضوعات تسهم في تدعيم تلك الهوية الثقافية بمصريتها و عروبيتها، حيث أصبح الحفاظ على أصول الهوية الثقافية المصرية و العربية، و ترسيخ محتوياتها في نصوص دراما الطفل أمرا ملحا.

من خلال ذلك يمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي: ما أهم اشكاليات الانتاج المصري لنصوص دراما الطفل، و حدود تأثيرها على هويته الثقافية؟

حيث تسعى الدراسة إلى الوقوف على أهم اشكاليات الانتاج المصري لنصوص دراما الطفل و تأثيرها على هويته الثقافية ايجابا و سلبا؛ وذلك من خلال التركيز على بعض نصوص دراما الطفل لفزيونيا خلال فترة السبع سنوات الأخيرة (2015-2022) لتحديد تأثيرها على سمات و محددات تشكيل و ملامح الهوية الثقافية للأطفال من خلال تحليل محتوى تلك الأعمال، إلى جانب تحديد طبيعة تلك الاشكاليات وتوصيفها انتاجيا و فنيا من خلال رؤى كتاب تلك النصوص الأصليين و مخرجي هذه الأعمال الدرامية من جانب آخر؛ وصولا إلى تصور نهائي لتلك الاشكاليات مقترنا بسبل و آليات حلها و الحد منها، و تقديم المقترحات اللازمة لإثراء المجال الدرامي بالأعمال و النصوص الأدبية المخصصة لتقديم دراما طفل قوية ذات أثر تثقيفي و تربوي لاسيما في اطار دورها في الحفاظ على الهوية الثقافية للطفل في مرحلتة المبكرة.

بحسب النتائج التي تم التوصل إليها وفق ما جاء في استجابات عينة الدراسة من صناع أعمال دراما الطفل محل الدراسة، فإن هناك اشكاليات انتاجية كثيرة تحيل دون التطوير المستهدف لهذه النوعية من الأعمال الدرامية و التي تقوم بدور فاعل وهام في إطار التنشئة الاجتماعية و الثقافية للأطفال الذين هم عماد المستقبل و ثروة الأمم الحقيقية، و من أهمها (ضعف الميزانيات، عدم احترافية التسويق، غياب دور الأسرة، ضعف النصوص المختارة، غياب دور الدولة في الانتاج أو الإشراف عليه)، الأمر الذي يتبعه تأثيرا واسعا على الهوية الثقافية للطفل؛ لاسيما في النقاط التالية: (هوية اللغة، الهوية الوطنية "مصريا و عروبيا" النسق القيمي و الأخلاقي)