المفتى به عند متأخري الحنفية في بيع التورق

الملخص AR

قد شاع في الآونة الأخيرة التعامل بما يسمى بيع التورق المصرفي، وأحيانا أخرى ببيع التورق المصرفي المنظم، والذي أخذت البنوك التقليدية تكثر منه وفق رؤية شرعية، كما زعمت أغلب هذه البنوك، من خلال النشرات والمطويات التعريفية التي أصدرتها، والتي تبين فيها صورة هذا البيع إجمالا من غير تفصيل، وتؤطر هذه النشرات والمطويات بعبارات تطمئن جمهورها بصحة هذه المعاملات وشرعيتها، حيث تعرف هذه المطويات دائما بعبارة: (حلول مالية متوافقة مع الشريعة الإسلامية)، أو عبارات قريبة منها، وتختار هذه البنوك لعملية بيع التورق أسماء جذابة تستهوي العاطفة الدينية التي يتمتع بها أغلب العلماء لتلك البنوك، ومن هذه العبارات مثلا: (أمانة، تورق الخير، نماء، ...

) وغيرها من المسميات.

ولا تكمن المشكلة في هذا البيع بمسمياته، وإنما في الصورة المطبقة واقعا، والمغايرة للصورة الحقيقة التي قال بها الفقهاء قديما، وهذا الانفصال بين النظرية والواقع قد أدخل الناس في حرج شديد، وقد بين متأخرو الحنفية موقفهم في بيع التورق، وهذا ما سأعرض له في هذا البحث.