ما خالف فيه ابن هانئ اللخمي-المتوفى سنة ٧٧١ ه-ابن مالك في شرح الألفية: جمعا ودراسة

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين، سيدنا محمد و على آله و صحبه و من اهتدى بهديهم إلى يوم الدين أما بعد
فإن ألفية ابن مالك من أشهر مؤلفاته، و أوفاها حظا، وقد وجدت اهتماما كبيرا من النحاة و احتفاء لم يكتب لأي منظومة نحوية أخرى.

وقد شغل العلماء بها و أقبلوا عليها ما بين شارح و معرب و مختصر، و من هؤلاء الشراح ابن هانئ اللخمي الغرناطي المتوفي سنة 771هـ، أحد علماء العربية الأندلسيين، و صاحب الآراء و الاجتهادات في شرحه، و التي تدل على استقلاليته و تظهر شخصيته النحوية.

و لا تقل أهمية شرحه عن الشروح المشهورة كشرح ابن الناظم و ابن هشام وأبي حيان في عرضه لقضايا النحو و الصرف، بل تميز عنهم في أمور قلت في غيره، كتعرضه لتحقيق روايات نسخ الألفية و ترجيح بعضها و تفسيره للألفاظ الغريبة في الألفية و الشواهد، وتوضيح معناها و استشهاده على ذلك المعنى، و اهتمامه الكبير في تقريب المسائل النحوية وغيرها بالتنظير لها ليتسنى للقارئ فهمها، و من مميزات هذا الشرح اهتمام ابن هانئ بسرد الشواهد الشعرية الكثيرة على المسائل النحوية أو الصرفية أو اللغوية أو البلاغية أو الأدبية و غيرها.

و بعد أن قرأت شرحه على الألفية وجدت فيه حضورا متميزا و حرصا على الاجتهاد، و مع عدم و قوفي-حسب علمي- على دراسة رصدت مخالفته و ردوده على ابن مالك، و أظهرت ما فيها من رؤى أردت أن أسلط الضوء عليها، وذلك بجمعها و دراستها بعد تمهيد عرفت فيه بابن هانئ.