الموقف المصري من الأزمة الليبية-التشادية 1978-1989

الملخص AR

لعبت مصر دورا مهما لتسوية النزاع التشادي الليبي على شريط أوزو، وقد لقى دور مصر هجوما من قبل الحكومة الليبية نظرا لإعلان السادات في 1978 مواصلته تجهيز الأسلحة لتشاد، كما تدخلت في الصراع السياسي على السلطة داخل تشاد بين حبرى و معلوم لمنع وقوع حرب أهلية داخل البلاد، ثم مالبثت أن أيدت مصر موقف حبرى ضد معلوم المدعوم من قبل ليبيا، كما إنضمت السودان إلى مصر لتكوين جبهة موحدة خاصة بعد فشل منظمة الوحدة الافريقية في لعب دور فعال في الأزمة.

وبعد مقتل الرئيس السادات عام 1981 تصاعدت هجمات القوات الليبية على الحدود السودانية و رغم ذلك امتنعت مصر منذ تولي مبارك الحكم عن الهجوم المباشر على ليبيا، معللة ذلك بعدم تدخلها في الشئون الداخلية لتشاد، و تحترم قرارات منظمة الوحدة الأفريقية الخاصة بها، و أكد الرئيس حسني مبارك نفي مصر إرسال قواتها إلى تشاد، وأيدت مصر الموقف الفرنسي- الأمريكي الداعم لحكومة حسين حبري، كما رحبت مصر بالإتفاق الفرنسي- الليبي بشأن الإنسحاب من تشاد في سبتمبر 1984، ودعت ليبيا إلى تنفيذ بنود الإتفاق بحسن نية، و بما يتفق مع مصالح تشاد.

على كل يمكن إيجاز الدور المصرى في الأزمة بين ليبيا و تشاد من إقليم "أوزو" لا يمكن تفسيره بأنه موقف ضد ليبيا، و إنما هو موقف ضد منطق الضم بالقوة العسكرية، و ضد الاعتداء العسكري على الجيران.