التوافق التكنولوجي للخامات الحديثة البديلة و أثرها بيئيا على التصميم الداخلي

الملخص AR

منذ فجر التاريخ و الإنسان يتعايش مع بيئته، و بمرور الزمن تطور الإنسان في اختيار مسكنه الذي يلائم احتياجاته و يتماشى مع ثقافته فظهرت الأبنية المختلفة التي واكبت الحضارات على مر العصور و صبغت الأبنية بأسلوبها الذي عكس ثقافة شعوبها و سلوكياتهم.

فالحضارة هي نتاج تفاعل الإنسان مع بيئته ..

و العمارة هي أحد مظاهر هذا التفاعل.

و البيئة هي الظروف و الأوضاع التي تؤثر في نشاط الفرد فتتفاعل بالسلب أو الإيجاب مع احتياجاته و أهدافه و قدراته، و يعد توافق البناء مع البيئة قاعدة تحولت إلى مسلمات بديهية، فالبيئة الاستوائية الرطبة على سبيل المثال تتوافق معها المباني الهيكلية الخشبية المرفوعة عن الأرض ذات الأسقف المائلة و الحوائط المصنعة من البوص لتعمل على تخلل الهواء، على عكس البيئة الصحراوية التي لا يتوافق معها إلا المباني الخيمية أو الحجرية.

ثم تطور البناء فأصبح جزءا من المشكلة للاستخدام غير المنظم للخامات و نظم البناء و الاستخدام غير المنظم للتقنيات الحديثة في أجهزة التبريد و التكييف و غيرها من انتهاكات و عدوان على البيئة.

انتشرت كلمة التكنولوجيا بكل معانيها و ما ساقته لنا من ابتكارات أثرت بشكل كبير على منتج العمارة و العمارة الداخلية فتأثر تشكيل الحيازات الداخلية بالتطور التكنولوجي و السريع للخامات، و ثقافة المستخدم لتؤكد على الاستمرارية الحضارية، مما أدي إلى تعدد و تطور الاتجاهات التصميمية من خلال الشكل و المضمون حتى يلبي الغرض من تصميمة (الشكل يتبع الوظيفة).

من أجل ذلك ظهرت الأهمية القصوى لتطوير و توافق تكنولوجيا الخامات المستخدمة في العمارة و العمارة الداخلية، لكي تلبي متطلبات المجتمع و تطويع التصميم لكي يتوافق مع الفكر المستقبلي، و مراعاة البيئة المحيطة، فأدى إلى استخدام مصطلح التوافق التكنولوجي ..

فهذا الاتجاه قاد عددا من المصممين لإخراج حلول تصميمية إبداعية متوافقة مع البيئة، و تنفيذ تقنية داخل هيكل بنائي لتحقيق بيئة داخلية مناسبة لتأدية الوظائف المصممة من أجلها، و نتيجة لاتجاه الكثير من المصممين إلى نقل النماذج و الحلول التكنولوجية الخاصة بالدول المتقدمة أصحاب الاتجاهات التصميمية الحديثة، لاستخدامها في تنمية الفكر التصميمي، الأمر الذي أدى إلى استنزاف و فساد البيئة الطبيعية، فظهرت الأصوات التي تنادي بضرورة الاعتماد على الموارد المحلية، مع محاولة تطوير الخامات التقليدية لكي تتوائم مع البيئة بل و تنبع منها.