دور القيادة في تحقيق التنمية الاقتصادية : دراسة حالة للصين في ظل قيادة دينج شياو بنج (1978-1991)‎

الملخص AR

و بالرغم من أن هذا التقدم الصيني المذهل لم يتحقق بفعل القادة وحدهم من أمثال "دنج شياو بنج" أو ممن سبقوه أو خلفوه، بل كانت هناك عوامل أخرى ساهمت و بشكل حاسم في تحقيق المستويات المتقدمة من التنمية الصينية من أبرزها: الثقافة الكونفوشيوسية التي تحث على التفاني في العمل، و المؤسسات الصينية المميزة التي نجحت في صياغة سياسات و إستراتيجيات واضحة أعتبرت بمثابة منهاج يسير عليه كافة المسئولون، والتوظيف الأمثل للموارد البشرية، و المكانة الدولية التي تحتلها الصين، و احترام الدولة لأصحاب الخبرات و الكفاءات، بالرغم من كل ذلك إلا أن هذه الدراسة تركز على تأثير أحد هذه العوامل المنفردة في تحقيق التنمية الشاملة و هو العامل القيادي.

فقد استطاع قيادة "دينج شياوبنج" أن يقود الصين الحديثة وذلك من خلال إطلاق برامج تحديثية بدءا من عام 1978 و التي عرفت باسم التحديثات الأربعة في "الزراعة، و الصناعة، و الجيش، و العلوم" وتمكن من خلالها من تحقيق قفزة كمية ونوعية بالدولة الصينية لتصبح واحدة من أقوى بلدان العالم وأن تتصدر قائمة بلدان العالم الاقتصادي.

وستكتفي الدراسة بالتركيز على دور القيادة في تحقيق التنمية الاقتصادية فقط لذا ستسعى للتعرف على الدور الجوهري الذي لعبته القيادة السياسية الصينية ممثلة في الزعيم "دينج شياوبنج" في إرساء الأسس التنموية بالبلاد، والوقوف على حجم هذا الدور و مداه.

وعليه فسوف تنقسم هذه الدراسة إلى ثلاثة أقسام رئيسية يتناول الأوضاع الاقتصادية في عهد دينج شياوبنج في المجالات التجارية و الزراعية و الصناعية ثم تأتي خاتمة هذا الفصل لتوضح أبرز ماتوصلت إليه من نتائج.