أزمة الحضارة و الإنسان في فكر ابن خلدون

الملخص AR

لعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن الحضارة الإنسانية فى الوقت الحالى بلغت شأنا كبيرا فى التقدم العلمي والتكنولوى، ومع ذلك يشعر الإنسان فى ظل تلك الحضارة بالشقاء و الاغتراب عن ذاته، و هو ما يعرف بظاهرة التشيؤ، حيث أصبحت قيمة الإنسان تقاس بما ينتجه من سلع و خدمات، و هو أمر تنبأ به ابن خلدون قديما، فى حديثه عن الحضارة وأزمة الإنسان، عندما حلل أزمات الإنسان والحضارة فى عصره، و رأى أن انهيار حضارات الأمم مرتبط ببعد الإنسان عن المبادئ و القيم، لهذا وجب أن تبنى (الحضارات) على القيم و الأخلاق..

و يؤكد في جانب آخر على مبدأ التفاعل بين الحضارات، بمعنى أن كل حضارة تأخذ من التى قبلها عبر جدلية حضاربة و تفاعل بناء لا يقوم على الصدام والصراع كما تقول النظربة المعاصرة عند صمؤبل هانتجتون.

و يرى ابن خلدون أن تلك الحضارة متى ما وصلت إلى ذروة النعيم و الترف، فإن هذا هدد بسقوطها و انحلالها وقد شبهها بالكائن الى في أطوار حياته، يبدأ صغيرا ثم ينمو حتى يصير صبيا فتى يافعا، ثم يبلغ مرحلة الشيخوخة فالهرم، و هنا تنحل الحضارة وتسقط.

هذا و تمثل العصبية، حسب ابن خلدون، الركيزة الأساسية لأي نشاط سياسي و اجتماعي في بناء الحضارة، مثلما يعد الإنسان الثروة الحقيقية لكل حضارة.