القول الحثيث فيمن رماهم الحافظ أبو الفضل السليماني بوضع الحديث : دراسة نقدية تطبيقية

الملخص AR

مما لا شك فيه أن المحدثين - قديما و حديثا- قدموا للسنة النبوية المطهرة خدمات جليلة، و جهودا عظيمة؛ وذلك واضح من خلال مصنفاتهم الجليلة النافعة، و التي أظهرت عنايتهم بالسنة، فهما، و حفظا، و تطبيقا، و تلخيصا، و جمعا، و نقدا لأسانيدها، و متونها.

و الله تبارك و تعالى قد قيض – في كل عصر من العصور- للسنة النبوية علماء أئمة، و رجالا عدولا، ينفون عنها انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين، و من أبرز هؤلاء الأئمة الأجلاء، و العلماء النقاد، الإمام: أحمد بن علي بن عمرو بن عمرو بن حمد بن إبراهيم بن يوسف بن عنبر البيكندي البخاري، أبو الفضل السليماني، المتوفى: 404هـ، و هو إمام من أئمة الجرح و التعديل، له مصنفات كثيرة لكن لم يصل إلينا منها شيء، و الحافظ السليماني – رحمه الله - يتكلم عن الرواة جرحا و تعديلا، وقد نقل العلماء عنه أقواله هذه في كتبهم و مصنفاتهم، و يعتبر – رحمه الله -عمدة لتراجم رواة غير موجودة عند غيره، كما أن الحافظ السليماني – رحمه الله - قد رمى عددا لا بأس به من الرواة، و اتهمهم بوضع الحديث، وربما انفرد بحكمه على راو بأنه يضع الحديث دون غيره من النقاد، وربما رمى بالوضع بعض الرواة الثقات أو الصدوقين الذين لا يستحقون أن يوصفوا بهذا الوصف، و كان من أبرز عباراته في هذه المرتبة من مراتب الجرح ما يلي: ]«اشتهر بوضع الحديث»، «يضع الحديث»، «في عداد من يضع الحديث»، «كان يضع هذا الإسناد على هذا المتن، و هذا المتن على هذا الإسناد»، «وضع حديثا».