شبكات التواصل الاجتماعي : موضوع انتقالي ؟ : كيف يمكن تناول علاقة المستخدم الجزائري بالفضاء التواصلي الافتراضي في سياق النسق الاجتماعي التقليدي : محاولة تحليل

الملخص AR

يهدف البحث الحالي إلى محاولة فهم الفضاء العمومي كمؤسسة حديثة في علاقته بشبكات التواصل الاجتماعي على ضوء عدد من متغيرات النسق الاجتماعي التقليدي (حالة المجتمع الجزائري).

إن مقابلة الفضاء العمومي-باعتباره فعلا اتصاليا و حيزا رمزيا لاستخدام العقل في المجتمعات الحديثة- بالسيرورات النفسية الاجتماعية للنسق الاجتماعي التقليدي في المجتمع الجزائري، قد يقدم لنا قراءات مفيدة في فهم إشكاليات التحول الاجتماعي و السياسي و التأسيس لفكرة النقاش و سيرورة اتخاذ القرار.

و بناء على هذا المنظور، فإن الانشغال الأساسي للبحث ينصب في محاولة تصويب الاهتمام إلى ضرورة إعادة قراءة مفهوم "الفضاء العمومي" انطلاقا من إشكاليات تأخذ بعين الاعتبار علاقاته بشبكات التواصل الاجتماعي و آليات النسق الاجتماعي التقليدي في المجتمع الجزائري، ضمن تناول نظري ديناميكي (التعارض، المواجهة، شروط التحول.

.

.

)، بعيدا عن الطرح المعياري و المثالي للنموذج الهابرماسي، و الذي يوحي ضمنيا بإمكانية محاكاته عند التحول السياسي على وجه الخصوص.

ومهما يكن، فإن التناول الذي ننتهجه في هذا البحث يسعى إلى مساءلة هذا المفهوم بالذات؛ وذلك بهدف فهم عطالات التحول الاجتماعي، و الانسداد السياسي في المجتمع الجزائري.

كما يبقى الهدف منه أيضا، هو المساهمة في بعث تفكير انعكاسي عن علاقة مفهوم الفضاء العمومي و علاقاته بشبكات التواصل الاجتماعي على ضوء أشكال التنشئة و مستويات الوعي المدني و المشاركة السياسية و بنية النسق الاجتماعي و شروط التحول.

و بالمراعاة لأهداف البحث، فقد استعان الباحث بمفهوم الموضوع الانتقالي لـــ Donald Winnicott و استخدمه كإطار للتحليل و التفسير للإشكالية المطروحة.